والآن يا أحبة.. أنا نائب برلماني.. وتحديداً تحت قبة المجلس الوطني.. ولأكون أكثر دقة وصدقاً نيابتي البرلمانية في هذا العهد السعيد.. والمديد.. والمتطاول الأمد- عهد الإنقاذ- أما كيف أصبحت نائباً.. دعوها تكون من علامات الساعة.. تلك غير المعروف أيانها.. أستطيع بمعجزة لا تتكرر في هذا العهد أكثر من مرة حتى لو بقيت الإنقاذ مائة سنة وتزيد.. وحتى لا تصوبوا مسدسات غضبكم نحو الأحبة في الإنقاذ.. وكيف إن حزبهم هو الحزب الذي يكتسح أية دائرة انتخابية في عموم أرجاء ودوائر الوطن وأن مجلسهم الوطني يضم تحت قبته.. أكثر من تسعة وتسعين وتسعة من عشرة في المائة من كتلة الحكومة.. تقابلهم المعارضة والتي تتكون كتلتها من نائب واحد.. أقول لا تظلموا الإنقاذ.. إنها مثلها مثل كل الأنظمة العربية تلك التي من طنجة وحتى بغداد.. وهل سمعتم «من الله خلقكم» بكتلة برلمانية واحدة معارضة في برلمان صدام.. أو الأسد أو القذافي.. أو حتى صالح.. المهم إني سوف أكون نائباً برلمانياً.. وعضواً فاعلاً في المجلس الوطني.. لأنضم إلى ذاك المعارض الوحيد «الفالت» من صف الإخوان» تحت قبة البرلمان.. وقبل الإبحار وقبل أن ينزلق زورقي منساباً أو متعثراً أود أن أوضح وأشرح بعض الكلمات التي قد ترد في «بطن» موضوعي.. وهي أولاً وبما إني قد دخلت المجلس الوطني.. مؤخراً وبعد أن اكتسحت دائرة في الدوائر التي شغرت مؤخراً «قطع شك» سأعمل تحت القيادة الحالية للمجلس.. ثانياً عندما ترد كلمة «سيدي الرئيس» أعني بها الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر.. أو الأستاذة سامية أحمد محمد.. أو الأستاذ هجو قسم السيد.. و«بلاش كده أحسن تودونا في داهية».. وقبل أن أدشن عضويتي أو الحديث في «الغريق» عن هموم أبناء دائرتي وكل شعب السودان.. الذي يمثله هذا المجلس الوطني القومي قبل كل هذا أكون قد قدمت طلبي إلى السيد الرئيس والذي وافق عليه مشكوراً مأجوراً، والذي يتمثل في أن يكون رقم «مقعدي» في البرلمان هو الرقم «19»، أما لماذا «19» أقول الفهم.. فهم و«المافهم عنو ما فهم».. والآن أحدثكم عن «التكتيك» الذي سوف أتبعه حتى أحصل على فرصة للحديث.. طبعاً لن أرفع يدي طلباً للحديث.. لأنني لو رفعتها مثل صاري المولد، أو حتى صاري المركب، لن يأبه لها السيد الرئيس.. بل لن يعيرها نظرة أو يمنحها إلتفاتة.. كما إنني لن أكون تلميذاً في مدرسة الأستاذ مولانا محمد الحسن الأمين، ذاك الذي إخترق كل تحصينات المنصة وحصل على مطر من الحديث عند الديمقراطية الثالثة بخطته التي تفوق خطط السير اليكس فيرجسون مدرب «مانشستر يونايتد» خطة «نقطة نظام» حتى سمي الرجل ب«نقطة نظام» حتى يوم الناس هذا.. أظنكم يا أحبة الآن تتحرقون شوقاً لمعرفة تفاصيل خطتي تلك التي تفتح لي «أبواب وشبابيك» الحديث.. إنها في بساطة ويسر بل أنها تكمن في «كبس زر» تشغيل الميكرفون أمامي وبلا استئذان أو رفع يدي أو «الصياح نقطة نظام»، حيث يتدفق أو يهطل من سحب لساني وابل الحديث.. قد يقول قائل.. وماذا لو طردتك المنصة من القاعة.. لأقول لكم في هدوء.. بعد أن اسألكم برافع السماء بلا عمد هل سمعتم يوماً بأي عضو قد تم طرده من المجلس الوطني.. منذ فجر الإنقاذ وحتى هذه الدقيقة.. وسبب آخر.. وهو أن مظلة الديمقراطية التي تظلل كل الوطن.. وأعلام الحرية التي تغطي سماء كل البلاد من نخلات حلفا وحتى آخر بوصة في النيل الأبيض، لا تسمح لكائن من كان أن يحجر «الكلام» على أي مواطن ناهيك أن يكون «المطرود» نائباً برلمانياً.. يعبر عن جماهير وشعب الأمة.. أحبتي.. الآن أنا نائب برلماني.. آمل منكم غداً الاستماع إلى حديثي من داخل قبة البرلمان..