استمتع دائماً بحوارات هيثم كابو «التلفزيونية» والصحفية والتي ايضاً خلف الكواليس!! والأخيرة هي الأخطر..!! كابو محاور تلفزيوني درجة أولى و«استايل» أكثر على «المحلية» التي يغوص فيها الكثيرون ونغرق معهم في «سفسطة» «وإنشاء» و«اصطناعية» غير مقبولة تجعلنا ندير رؤوسنا بالريموت إلى كل جهات الدنيا الأربعة!! هيثم يعرف كيف يصطاد ضيفه بمهارة ثم ينسج شباكه حوله ويطرح أسئلته الملتهبة والتي في كثير من الأحيان يظلمها الناس ولكنها مهمة من أجل انتزاع المعلومة وتفنيد الاتهامات التي تحوم حول الضيف..! وهذا هو سر نجاح أي برنامج حواري كبرنامج «جرد حساب» والذي يقدمه كابو هذه المرة من على شاشة النيل الأزرق بثبات وتطور ملحوظ وواضح!! أمس الأول جلست للبرنامج في فترة الإعادة في الصباح الباكر!! وضحكت في سري هذه المرة!! فقد أفلت الضيف بمهارة من شبكة كابو هذه المرة!! وكاد أن يصطاد مقدم البرنامج والذي اسعفته صافرة مخرج البرنامج بانتهاء الزمن المحدد للمباراة!! عفواً للبرنامج. الضيف تفوق على الأسئلة المقدمة وقدم طرحاً جديداً ومغايراً للطريقة التي يتحدث بها الرياضيون في أجهزة الإعلام!! وبدأ مقنعاً وهو يقول بكل وضوح وصراحة وشفافية إن خطوة الدخول لإدارة نادي مثل الهلال لا تكفيها الخبرة ولكنها تحتاج لمفهوم ودراية بالمهمة فأمين خزينة الهلال ليس هو حارس خزنة!! ولكنه رؤية استثمارية واقتصادية واسعة فهل هذه النظرة متوفرة وهل كانت موجودة من قبل.!! والعمدة أيضاً قال بكل وضوح إنهم تقدموا باستقالاتهم رغم إغراء الكراسي من أجل مصلحة الهلال لأنه وزملاءه شعروا بأنهم لن يستطعيوا فعل شيء أمام حكاية الديون المثقلة ففضلنا أن يأتي غيرنا ويمضي بمسيرة الهلال للأمام والذي تنتظره الكثير من المنافسات والبطولات. ما احوج الرياضة وكثير من الوظائف العامة لمثل هذه النظرة المتجردة التي تقفز فوق «الخاص» نحو «العام» عالم الرياضة دنيا واسعة ولها قوانيها وأدبياتها وثوابتها والتي ربما يتفق الناس حولها أو يختلفوا ولكننا نقول إنها في حاجة للغة جديدة مثل التي تحدث بها العمدة سعد في جرد حساب!! والقضية ليست في الصراع والذي هو جزء أساسي من طبيعة هذا الوسط ولكن في كيفية الارتقاء بهذا الصراع وتقديمه للناس بشكل راق ومقنع يحمل في طياته أدب «الحوار » وأخلاق «الفرسان» مهما كانت قسوة هذا الصراع. ü أتمنى أن يعض الهلال بالنواجز على هذا «العمدة» فبعملية «جرد حساب» بسيطة أثبت أنه «نافع جداً».