فوجيء خمسة من قاطني واجهة الحارة «12» بمدينة الثورة في محلية كرري فجر يوم أمس الأحد قبيل خروجهم لأداء فريضة الفجر في المسجد القريب، فوجئوا - الخمسة - بإن منازلهم تعرضت للسرقة في توقيت يكاد يكون واحداً وبذات الكيفية والطريقة، وكان أول مؤشرات السرقة التي تمت، هي تلك المياه المتدفقة والمندفعة من عند «الماسورة» الرئيسية التي تدخل إلى منازلهم من الشارع الرئيسي العريض «الوحيد» في تلك الشريحة المسماة - تجاوزاً - بحي الفردوس. السارق واحد وإن تعددت السرقات، وموضوع السرقة نفسه واحد، وهي مضخات المياه الرافعة لخزانات المياه، أو ما اصطلح الناس على تسميته ب«الموتور». اجتمع الضحايا صباحاً بعد أن أدوا صلاة الصبح، يتشاورون في أمر السرقات التي تكررت في هذا الجانب من الحي، وتحديداً في الشارع الرئيسي العريض، وانضم إليهم سادس حكى عن تجربة ابنه قبل أيام قليلة عندما تعرض لمحاولة طعن بالسكين من أحد اللصوص الذي كان قد تسوّر المنزل وقام بسرقة بعض الهواتف النقالة وقليل مما خف وزنه وغلا ثمنه، وقد شاهدت زوجة الابن ذلك المنظر وإلى جانبها طفلها الرضيع فأخذت تصرخ وهي تشاهد زوجها يتعرض للذبح والطعن بعد أن أدرك اللص واشتبك معه في عراك غير متكافيء، إذ ظهر لحظتها شريك آخر للص حامل السلاح الأبيض. يتحدث الناس في ذلك الحي عن سرقات كالأساطير، مثلها مثل قصص «ألف ليلة وليلة» ومثل قصة «علي بابا والأربعين حرامي»، ويشيرون بطرف خفي إلى بيوت قيد الإنشاء أصبحت مقراً وسكناً لمجهولين، وباتت ملاذاً لكل سارق مع مسروقاته المختلفة والمتنوعة، كما يتحدثون صراحة عن حالات اشتباه «معقول» في بعض الذين يقومون بحراسة بعض المباني، وقد جعل بعضهم من تلك المباني حيازات خاصة يجتمع فيها خلق كثير آناء الليل وأطراف النهار. أحد الضحايا تعرض للسرقة بذات الطريقة مرتين خلال عشرة أيام، وأحدهم أكمل تركيب مضخته قبل السرقة بساعات، وأحدهم يعجب كثيراً من الكيفية التي دخل بها اللص أو اللصوص إلى منزله المحاط بسياج خارجي، ومحمي بالسلك الشائك. اتفق الضحايا على تحرك جماعي بدلاً عن السكوت والصمت الذي جعل اللص أو مجموعة اللصوص يتمادون في سرقاتهم وإساءة الأدب بعد أن أمنوا العقاب. تحرك الضحايا نحو مركز شرطة الحارة «11» وقاموا بفتح بلاغ حمل الرقم «844»، وقدم كل منهم إفادته للشرطة التي أحسن أفرادها استقبالهم، واهتموا بقضيتهم وانتقلوا معهم إلى حيث يقيمون، وإلى سوق «الخرد» عسى ولعل أن تظهر بعض المسروقات هناك. ما يحدث في الفردوس بمحلية كرري، يحدث كثيراً في بعض الأحياء، وقد حكى أحد قاطني الأحياء الجديدة أن اللصوص «اقتلعوا» مولداً كهربائياً ضخماً جرى تثبيته بالخرصانة، وأحيط ب«قفص» حديدي متين، وهو ضخم إلى الدرجة التي تعجز فيها العصبة عن حمله.. ومع ذلك اختفى وغاب.. كأنما هو «فص ملح وذاب»! الحادثة مهداة إلى شرطة محلية كرري وإلى شرطة ولاية الخرطوم وإلى رئاسة الشرطة القومية.. نحن نخشى أيها السادة أن يصبح عدد اللصوص أكبر وأكثر من عدد المواطنين بما يعني أن عددهم سيفوق أعداد قوات الشرطة.