إلى مدير عام الشرطة مع كامل الود والاحترام تحيةً طيبةً لشخصكم الكريم أخي سعادة المدير العام للشرطة حاولت مقابلتكم شخصياً وأنا أسير على رجل واحدة واتوكأ على عصا حديد «يعني معوق» حضرت لرئاسة الشرطة في يوم 21 فبراير 2013م بعربة أجرة من منزلي بالكلاكلة. ولكن الحرس الموجود بالبوابة الجنوبية منعني من الدخول بالرغم من أني ابرزت له بطاقتي الرسمية الموضح فيها بأني عقيد شرطة بالمعاش ولكنه منعني من الدخول بالرغم من أني اوضحت له أني أود مقابلتكم شخصياً. إلا أنه اعتذر لي بأن هنالك تعليمات مشددة بعدم السماح لضباط الشرطة المعاشيين بالدخول مما أدهشني وأصابني بالإحباط.. ربما يكون هنالك مبرر لهذا المنع وانا شخصياً لدي سنين عدداً لم أحضر لرئاسة الشرطة لمرضي. وأخيراً وجدت وسيلةً توصل طلبي لسيادتكم وقد علمت فيما بعد أنه وصلكم. ولقد أوضحت فيه لسيادتكم الظروف التي أمر بها بعد نزولي للمعاش حيث أصبت بخشونة في ركبي مما أقعدني بالسرير لمدة طويلة مما جعلني أسافر لمصر ثلاث مرات طلباً للعلاج، وفي المرة الثالثة أجريت لي عملية أدت لتغيير ركبتي الشمال وقرر الطبيب بأن أحضر له بعد ثلاثة أشهر لاجراء عملية تغيير ركبة للساق اليمنى ، والحمد لله العملية الأولى نجحت وقد أحضرت فاتورة بكلفة العملية التي أُجريت بمستشفى القصر العيني بالقاهرة حيث بلغت التكلفة ثلاثين ألف جنيه مصري وقد تم اعتمادها من سفارة السودان بالقاهرة.وأوضح لسيادتكم في طلبي بأن الإخوة في اتحاد ضباط الشرطة حولوني للسيد رئيس الخدمات الطبية بمستشفى الشرطة وطلبوا مني مقابلته وقد ذهبت لسيادته إلا أنه استقبلني بصورة غير انسانية وجافة ولم أمكث معه أكثر من ثلاث دقائق رافضاً طلبي بحجة أنني لم أذهب عن طريقهم. كتبت لسيادتكم موضحاً كل ذلك راجياً مساعدتي لأني أريد الذهاب لمصر لاجراء العملية الثانية. وقد أوضحت لسيادتكم بأني عملت بالشرطة «33» عاماً آخر «12» عام قضيتها بشرطة الاحتياطي المركزي بناءً على رغبة السيد مدير عام الشرطة آنذاك وكنت مؤسساً لقسم العمليات واستمر عملي رئيساً لذلك القسم الهام حتى لحظة تقاعدي بالمعاش.خلال فترة عملي بالشرطة لم أبن قصراً واسكن الآن في منزل شعبي في أطراف المدينة واسير على قدمي عندما كنت استطيع السير لم يشفع لي ذلك وخدمتي المتميزة التي أفتخر بها كثيراً، أنا لا ألوم سعادة الفريق طبيب العيون رئيس الخدمات بمستشفى الشرطة لأن عمله بالمستشفى لم يتح له التعرف على الشرطة والناس. ولكن سعادتكم ونائبكم تعرفوني جيداً.. وطيلة هذه الفترة التي أسعى فيها طالباً مساعدتكم وأنا معوق أسير على رجل واحدة . كنتم تقدمون مساعداتكم لبعض الإخوة الضباط المتقاعدين الذين سافروا للعلاج بالخارج وعادوا. وكان مثار دهشتي واستغرابي وكذلك الإخوة من الضباط المتقاعدين الملمّين بحالتي الصحية واستغرابهم لأن هناك تفرقةً في المعاملة. ولم أتبين السبب إلا أخيراً عندما افهمني أحد الإخوان بأن الفريق طبيب العيون قال لكم بأني قلت له إن الشرطة ما تمام.. كنت أود منكم الرد على خطابي لسيادتكم بالرفض رغم أن تلفوني مكتوب في آخر الطلب إلا أن ذلك لم يحصل حتى كتابة هذا الموضوع، وقد فوضت أمري لله وهو القادر على كل شيء. شكراً لكم وأرجو يا سعادة المدير أن لا تهزموا الأشياء الجميلة في الشرطة وهي التكافل المتوارث . متمنياً من الله العلي القدير أن يديم للشرطة عافيتها وإنسانيتها وتكافلها.ومن هذا المنبر أشكر إخواني في اتحاد ضباط الشرطة المعاشيين الذين وقفوا معي وساعدوني مادياً ومعنوياً على رأسهم الأخ الفريق محمد أحمد بحر، كما أشكر أبنائي من ضباط الشرطة الذين وقفوا بجانبي وساعدوني مادياً وزاروني بمستشفى بست كير عندما كنت طريح الفراش بعد عودتي من مصر. كذلك أشكر إخواني في رابطة أبناء القرير وعلى رأسهم الأخ الفريق ركن إبراهيم الرشيد. وأتمنى للجميع الصحة والعافية. üعقيد شرطة معاش