شن نواب برلمانيون هجوماً عنيفاً على وزارة الثقافة والإعلام ووجهوا في الوقت نفسه انتقادات لاذعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وطالبوا بمراجعة ما أسموه المبالغة والمغالاة في برامجها الترفيهية، وقالوا إن وكالة السودان للأنباء أصابتها الشيخوخة. ودعوا لمراجعة العمل الثقافي بالبلاد، واتهموا وزارة الثقافة بتوقيع عقودات مجحفة في حق الشعب، محذرين من تمدد الاستلاب الثقافي. فيما قطع الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الثقافة خلال رده على مداولات النواب حول بيان وزارته أمام البرلمان أمس بعدم إمكانية التحكم في البث الفضائي، مقراً بأن الاستلاب الثقافي والفكري أصبح واقعاً، مشيراً إلى أن الثقافة تحتاج لدعم من الدولة لمحاربة العادات الضارة ومواجهة الغزو الثقافي والفكري. واتهمت عفاف تاور رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان الوزارة بتوقيع عقودات مجحفة في حق السودان، مبينة أن عقد قناة النيلين الرياضية يحتوي على ما وصفته بأغرب شروط، لأن الشركة الكويتية لها الحق في أخذ معداتها كاملة من القناة بعد انتهاء العقد، و انتقدت غياب القرض الصيني الخاص بالتلفزيون عن بيان الوزير، وانتقدت أوضاع العاملين بالتلفزيون، لافتة النظر إلى أن الوزارة تهتم بالمباني دون الإنسان، مشددة على تأمين حياة العاملين لأنهم يعملون في ظروف بالغة التعقيد، داعية إلى زيادة ميزانية الوزارة لأنها لا تقل في قيمتها عن وزارة الدفاع.وفي السياق سخر بروفيسور الحبر يوسف نور الدائم رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي من أرقام المبدعين الذين حواهم البيان، وقال لو كان بهذه البلاد (10) مبدعين لتغير الحال مما هو عليه، مطالباً بضرورة مراجعة برامج الإذاعة والتلفزيون وأهدافها، منبهاً إلى الالتفات للجوانب الجادة بجانب الترفية دون مبالغة أو مغالاة.فيما وصف النائب البرلماني حمدان عبدالله التلفزيون القومي بالضعيف، وقال أصبح حبيساً للمسلسلات المصرية، مشيراً إلى أن إذاعة أمدرمان رغم عراقتها أصبحت منزوية مقارنة مع الإذاعات غير الرسمية، وأضاف أن وكالة سونا أصابتها الشيخوخة، واصفاً تأخر الوظائف فيها بالإهمال.