كتب العشرات محتجين على السخريه المسمومه على شعب السودان وقيادته من الممثل أحمد آدم في برنامجه (آدم شو) في قناة الحياة.. وذهب البعض بوصفه بالممثل الفاشل والغبي.. وهو ليس ممثلاً فاشلاً أو غبياً.. هو فقط ممثل «ماعندو موضوع» ، وأنا أتفق معهم فى أنه جاهل بمشكلة حلايب وحتى موقعها.. ولا يعرف عنها شيئاً.. وقد قرر السيد وزير الخارجية السودانى أن التصعيد الإعلامى لمشكلة حلايب قد يضر بالقضية ، وهذا قد يصح دبلوماسياً ولكنه على أرض الواقع ليس صحيحاً.. فالصحافة السودانية يجئ حديثها كرد فعل لما يبثه الإعلام المصري الجاهل بالقضية.. ولو أردنا أن نرد على سخف أحمد آدم بالمثل ونسخر من القضايا المصريه أو من الشعب المصرى أو من القيادات المصريه فإن ذلك من البساطة بمكان.. وهنالك مادة ثره يمكن أن نلوي بها عنق الحقيقة لنسخر من مصر والمصريين.. لكن ذلك لايتأتى وكلنا نعرف فضل مصر على السودان وعلى الدول العربية.. فلا نريد أن نجارى عبثاً بعبث.. وجهلاً بجهل.. إن أبسط الأشياء أن (تقل الأدب) لتردّ الصاع صاعين لأحمد آدم الممثل(المفلس) والذي لم يستطع المنافسة في لعبته الحقيقية التمثيل وصناعة الأفلام السينمائية ، فانصرف إلى تقديم برنامج (تافه) ليس فيه أى مجهود.. ثرثره جوفاء مع ضيوف مدفوع لهم ليضحكوا على تفاهات يبثها في دقائق ،لا تُضحك ولا تمتّع..وإذا قارناه بصنوه الممثل هاني رمزي في قناة « ام بي سي مصر» فشتان ما بينهما.. إذ درج الثاني على معالجة القضايا السياسية بجرأة وبفن مخدوم بتنويع الفقرات وباختيار ضيوف من نجوم الإعلام والسياسة والمجتمع وإشراكهم في خلق مادة مقبولة، رغم الانفلات في بعضها.. لكنه نجح فيما فشل فيه أحمد آدم.. كنتُ معجباً بفيلم لأحمد آدم اسمه (صباحو كدب) يحكي عن قصة رجل أعمى يستغله من حوله بسبب مصيبته هذه.. وبعد حادث أصبح يرى لبضع دقائق فعرف أن صديقه يخدعه فالعربة التى تخصه لم تكن ملاكي، كانت تاكسي يعمل فيه صديقه دون اخطاره.. وخطيبته تطلع رقّاصه وليست ممرضه كما أوهمته.. الجميع يستغله .. لكن للأسف اكتشفت أن الفيلم مسروق من فيلم أمريكي شاهدته مؤخراً وبينما المؤلف والمخرج والممثل اتجهوا إلى أن المجتمع الأمريكي يحاول دعم البطل الأعمى نفسياً لكونه معقداً، وكان الفرق الكارثي أن أحمد آدم قدم المجتمع المصري في صورة مجتمع استغلالي.. حرامي.. انتهازي.. لايراعي عاهات الناس ويستثمرها بأنانيه..بينما قدم الفيلم الأمريكي المجتمع داعماً لأصحاب الحالات الخاصة.. يجتهد في تخليصهم من الدونية والشعور بالنقص حتى يحسّوا بأنهم أسوياء لا ينقصهم شيئ. لوقلنا نعامل أحمد آدم بالمثل ونسخر من شعبه وقياداته فإن المادة متوفرة، وتستطيع فرق النكات عندنا التى لا تراعي ثقافةً أو عاهةً أن تتفوق عليه في (قلّةالأدب).. لكن نتمنى أن لايحدث ذلك مع أنه «للصبر حدود».