تصاعدت وتيرة الأحداث في أبيي عقب مقتل كوال دينق مجوك أمير دينكا نقوك في تبادل إطلاق النار مساء أمن الأول في منطقة قولي الواقعة في حدود السودان، وأحرق مواطنو دينكا نقوك أمس السوق الشعبي شمال أبيي وأضرموا النيران في مسجد المدينة وبرج الاتصالات قبل أن تتدخل قوات (اليونسيفا) وتفرض طوقاً أمنياً لحماية المواقع التي يرتادها الشماليون وأخلى المواطنون والتجار أبيي وغادروا صوب المناطق الشمالية في قولي والدائر الجنوبي ودفرا، وأدت الأحداث بحسب مصادر عليمة أفادت (آخر لحظة) أن عدد الشهداء من قبيلة المسيرية بلغ (16) شخصاً وعدد العاملين (8) بجانب مقتل (5) من قوات اليونسيفا، وأضافت المصادر أن عدد المحال التجارية التي حرقت بلغت (120) دكاناً لعدد (120) تاجراً وقدرت الخسائر ب(12) ملياراً. وحصلت (آخر لحظة) على تفاصيل جديدة حول أحداث منطقة قولي التي قتل فيها كوال دينق مجوك ناظر دينكا نقوك مساء أمس الأول، وقالت مصادر موثوقة إن كوال كان قادماً من منطقة «النت» في أبيي ومعه قافلة تتكون من (13) سيارة محملة بالجنود المدججين بالسلاح، إذ كان يعتزم زيادة منطقة «قولي» الواقعة في الحدود الشمالية عند خط «10» وهي من المناطق غير المسموح له التواجد بها، فيما يحظر للمسيرية دخول المنطقة جنوب قولي حسب الاتفاق، وقد طلبت منه القوات الأثيوبية احترام الاتفاق وعدم دخول المنطقة غير أنه رفض الانصياع لأوامر القوات الأثيوبية التي رافقته بغرض الحماية وعندما وصل «قولي» اعترضه مواطنون من المسيرية وطلبت العودة إلى الحدود الجنوبية قائلين له إنه دخل المنطقة مرتين من قبل دون إذن ولن يسمح له هذه المرة، وأثناء النقاش بين الطرفين وجه كوال كلمة لأحد أفراد المسيرية وحدث الاشتباك عندما كان أحد أفراد المسيرية يجهز بندقيته استعداداً لأي تطورات لكن أحد أفراد القوات الأثيوبية أطلق النار عليه فأرداه قتيلاً ولقي كوال مصرعه أثناء الاشتباك ومعه مستشاره الخاص ومن ثم احتوت القوات الأثيوبية الموقف وعادت قوات كوال إلى مواقعها جنوب أبيي، وأوضحت المصادر أن الاتفاقية حددت مواقع وجود دينكا نقوك وهي المناطق الواقعة جنوب أبيي فيما يوجد المسيرية في المناطق الشمالية للمدينة التي تبدأ من «قولي» ويحظر على أي طرف دخول مناطق الطرف الآخر، فيما تتولى القوات الأثيوبية حراسة المنطقة كلها. وفي السياق أصدرت الشرطة بياناً قالت فيه إن اللجنة المشتركة لمنطقة أبيي بين وفدي السودان ودولة جنوب السودان عقدت اجتماعاً يومي 2-3/5/2013م وغادر وفد السودان بعد انتهاء الاجتماع مباشرة للخرطوم وتخلف وفد جنوب السودان، وبتاريخ 4/5/2013م قام وفد من قبيلة دينكا نقوك بقيادة نائب اللجنة المشتركة يرافقه الأمير كوال دينق أمير قبيلة دينكا نقوك تحت حراسة القوة الأمنية المؤقتة «اليونسيفا» بقيادة قائد اللواء يوهانس بزيارة للمنطقة الشمالية لأبيي التي يقطنها المسيرية دون إخطار المراقبين وشملت مناطق قولي، تاج، اللي ودفرة، وقام الوفد بعقد اجتماع مع المراقبين الجنوبيين وقائد المعسكر، وفي حوالي الساعة الرابعة مساء تجمعت مجموعة من شباب المسيرية على متن عدد من الدراجات البخارية وقاموا بمطالبة الوفد بإرجاع أبقارهم التي استولى عليها أفراد من دينكا نقوك واستمر النقاش لمدة «3» ساعات تخللته مشادات انتهت بتبادل إطلاق النار مما أدى لوقوع قتلى وجرحى من كل الأطراف، حيث قتل «17» من أبناء المسيرية وجرح «12» آخرين، بينما قتل «2» من دينكا نقوك بينهم الأمير كوال دينق مجوك وجرح آخر، فيما قتل شخص واحد من أفراد القوة الأثيوبية وجرح اثنان توفي أحدهما لاحقاً وأدى هذا الوضع لتوتر أمني بالمنطقة وطالبت الشرطة الجميع بالتحلي بضبط النفس حتى يعم الأمن والتعايش السلمي ويعود الصفاء بين الطرفين وتأسفت لهذا الحادث العارض.