* ورسالة هاتفية (مُؤثرة) بعث بها إلينا عمر الجزلي نستعيرها تعبيراً عن حالنا نحن إزاء الذي نكتبه اليوم.. * فعقب نشرنا كلمتنا بعنوان (حين يبكي الجزلي) أرسل إلينا الإعلامي الشهير يقول: (ليتك ختمت كلمتك بعبارة : الترابة دي في خشم الجزلي!!) .. * ويعني صاحب (أسماء في حياتنا) بعبارته هذه - وهي مقولة سودانية معروفة تعبّر عن الحسرة - أن عشقه للأنظمة العسكرية لم يجن منه سوى (التجاهل) عوضاً عن (التقدير) .. * والذي نستحق نحن - الآن - أن يُقال لنا حياله مثل الذي قال عمر كثير لا عدّ له ولا حصر .. * فحين نجد - مثلاً - أن الاستثمار له وزارة وإدارة وهيئة ومفوضية تشجيع ووزراء ووزراء دولة ومدراء ومستشارون و(ميزانيات خرافية !!) ثم تشكو الدولة حالها الاستثماري لطوب الأرض ف(الترابة في خشومنا).. *وحين نجد أن لدينا (حاجة) إسمها «التخطيط الاستراتيجي» تعجّ بالأمانات والخبراء والمستشارين و(الميزانيات !!) ثم نعجز عن التخطيط الصحيح لمواقف المواصلات وإصحاح البيئة وصيانة الطرق - كحال بحري الآن - ف(الترابة دي في خشومنا) .. *وحين نجد أن الثقافة في بلادنا لديها وزير إتحادي وولائي ووزير دولة ومستشار ومدير ووكيل و(ميزانيات !!) ثم لا نرى سوى (السخافة) - بدلاً من الثقافة - ف(خشومنا تستحق أن تُحشى تراباً) .. *وحين نجد أن صحافتنا عندها مجلس ورئيس مجلس ولجان مجلس ومشروع قانون خاص بها لدى عفاف تاور بالمجلس ثم لا يبصر الصحفيون من وراء ذلكم كلّه إلا كيفية وصولهم إلى (السجانة !!) - سريعاً عبرشارع (مجلس الصحافة زلط !!) ف(الترابة في خشوم الورّاقين) .. *وحين نجد أن الرياضة في سوداننا لديها وزارة ومجلس أعلى واتحاد عام وإتحادات فرعية وإذاعات مختصة وبرامج تلفزيونية وصحف ب(الكوم !!) ثم نسمع جعجعةً ولانرى طحناً ً ممثلاً في إنجازات خارجية ف(تراب إستاداتنا كلّه في خشومنا) .. *وحين نجد أن عملية (تفريخ المغنواتية) الشباب عندنا بلغت حد أن يصير لدينا (فقاسات !!) من شاكلة «نجوم الغد»، ومسابقات النجوم، وعالم النجوم، وأغاني وأغاني، وساعة مع النجوم، ونجوم x نجوم، وسهرة مع النجوم ثم لا نبصر - من كثرة الخبط على الرأس - إلا (النجوم في عز الضهر !!) ف(الترابة في خشم السر قدور قبل خشومنا نحن) .. *وحين نجد واعظة إسلاموية (إمرأة) - هي عائشة الغبشاوي - تجهر بالحديث عن الفساد والتجاوزات وحب الدنيا لدرجة الاستشهاد بالحديث النبوي الذي يشير إلى تطاول الحفاة العراة في البنيان وسط سكوت عن الحق كما (الشيطان الأخرس) من تلقاء (إخوانها في الله الرجال !!) ف(الترابة في كل خشم لا يجيد سوى كلام الحيض والنفاس والختان) .. *وحين نجد إمراة أخرى - ذات شأن - (تُضبط !!) في أحضان شاب داخل فارهتها المظللة ليلاً وأزواج لمثلها يمارسون (فضيلة) الجهاد ضد (غير المُنفتحين) مساءً ف(تراب بحجم خيبتهم في خشومهم الملعلعة) ، وفي (خشمها) ، وفي الذي هو (مُنفتح !!) في تلكم اللحظات .. * وشكراً عاشق (المارشات !!) الجزلي أن أهديت لنا ما يناسب بعضاً من أوجه مسببات (حسرتنا) في كلمتنا هذه.. *فليس (خشمك) وحده الذي يستحق أن يُملأ تراباً وإن اختلفت الدواعي !!!!!