ظفرت الصحافة السودانية مؤخراً بأقلام شبابية أعادت الروح إلى مهنة الصحافة.. فأثبتت تلك الأقلام جدارتها وأضافت إلى جسد الصحافة (العمود.. الحوار.. المقال.. التقرير) إضافات مقدرة.. لو حاولنا إحصاء أولئك من الصحافيين والصحافيات سنتوه كثيراً وننسى (أهم ناس) لكن على سبيل المثال لا الحصر هنالك منصور الصويم في اليوم التالي يتوسل في كتاباته بما حذقه من قنوات الكتابة في القصة والسرد فيقدم نصوصاً مغايرة في أساطيره الصغيرة.. كذلك يفعل محفوظ بشرى في أثر الفراشة.. وتتألق في الجريدة شمايل النور بكتاباتها السياسية.. وينضج بسرعة هائلة محمد عبد الباقي في حواراته واستطلاعاته.. ومحاسن أحمد عبدالله تتألق في فنون بمفردة جديدة وتسكب عاطفتها الممراحة على قلمها الرشيق.. ويتألق علي الدالي صاحب حقك يا مواطن.. ولا غرو فالجنا خال وهو خاله الشاعرالمتفرد (حميد).. ووليد النور الصحافي الدؤوب.. أما ماجد القوني فهو مؤسسة قائمة بذاتها.. في التحقيق مجيد.. في الثقافة يشكل حراكاً غير منظور.. والمثقف الشامل موسى حامد.. والناقد والكاتب السياسي عامر أحمد حسين وكتيبة حكايات الفتية بقيادة فايقة يس.. ومكة عبد الله.. وغيرهن.. وغيرهم. لعل هؤلاء نموذج سريع للكتابات الشبابية التي أضافت لغة وأفكاراً جديدة لعلها تدهش الحرس القديم وتجعله ينتف شعر رأسه لقيام ممالك جديدة في فنون الصحافة.. وفي آخر لحظه عدد من الشباب الذين أضافوا مثل صديقي وابني عبد الرحمن جبر.. ولفتت نظري أخيراً الابنة الأستاذة نازك يوسف العاقب في زاويتها (حواف حادة).. ومقالها عن الأطفال مجهولي النسب بعنوان ذنب من أنا؟ أسرني كثيراً.. ولا غرو فقد اتصل بي قاريء صديق من أبناء الحصاحيصا الأوفياء لها هو خضر الشيخ وطلب مني هاتفها ليحكي لها قصة من بطولته فيها شيء من الحزن على مآلات إيواء مثل هذه الحالات وخلق أسر بديلة لهم ولكن تقف الإجراءات حائلاً بينهم وبين هذا التبني.. وهانذا أشير إليها بتسهيل مهاتفة الرجل لها ليحكي لها المأساه علها تجد فيها مادة تدعم مشروعها الخير.. كانت في عنوان مقالها إشارة إلى الطفل مجهول النسب.. وكنت قد زرت قبل سنوات دارهم بالمايقوما.. فأقبلت عليّ طفلة وطفل منهم.. الطفل استكان لي ورفض النزول من (حجري) ربما لمس فيني صدقاً دافئاً.. وحين حملت رغبتي بتبنيه إلى أهل بيتي زجروني زجراً شديداً.. فتراجعت عن الفكرة الوثابة.. لتوقعات غيبية كتبت بلسان الطفل أغنية بعنوان إيه ذنبي اتصلت بي حين نشرتها آنذاك الفنانة غادة حسن وشرعت في تقديمها لكن ظروف مرضها وسفرها حال دون تقديمها أتمنى لها الشفاء.. كما اتصل بي ملحن شاب وقال إنه شرع في تلحينها.. الشاهد أنني أنشرها تماهياً مع مقال الابنة نازك التي تحدثت نثراً وتحدثت شعراً فقلت: إيه ذنبي شن سويت.. يحرمني دفء البيت لا ثدي رضعني .. لا بابا دلعني.. في الدنيا أنا طليت .. لا فرحة لا زغرودة قات لي حبابك جيت.. أمي وأبوي غلطوا.. لكني ما أخطيت إيه ذنبي شن سويت .. ما ألقى دفء البيت.... مستني أولاد ناس.. ناس بي قلب حساس يدوني صدر حنون.. ويشيلوا أي ظنون باكر يكون ويكون.. أنا ببقى ابن البيئة حسب الظروف بتشكل.. لو بيئة واثقة جريئة وأنا عندي أعذب منهل.. ح أكون أكيد إنسان... ساب الأسى الممدود.. وأعمر الوجدان.. وعطائي ما محدود واتجاوز الأحزان.. رب العباد موجود..!!