لعبت قناة الجزيرة أدواراً مقدرة في ثورات الربيع العربي خاصة في تونس ومصر.. ولكن بدأت تدريجياً تفقد حيادها وفي تغطيتها لحراك 30 يونيو في مصر «عملتها شينة» فقد كانت منحازة بطريقةٍ تنقصها المهنية وتفتقر إلى الموضوعية إلى جانب الدكتور مرسي وجماعته.. بدأ ذلك منذ انتخابات الرئاسة وعاد ذلك بالخير على القنوات المصرية الخاصة.. فإستغلت هذا الخطل المهني وقوت من أدواتها.. فاستطاعت أن تسحب البساط تماماً من قناة الجزيرة التي فقدت بريقها ليس في مصر فحسب بل في السودان أيضاً .. ففي مثل هذه الظروف كانت كل أجهزة الريموت كنترول تتجه إلى الجزيرة لتستسقي الخبر الحقيقي.. لكنها فوجئت بهذا الإنحياز فلم تكن أحسن من قنوات (الأمة والحوار و25 يناير) التابعة لمرسي ورهطه بل فضل المشاهد أن يدير مؤشره إلى تلك القنوات طالما قناة الجزيرة تتجه ذات الإتجاه.. فخير للمشاهد أن يتجه لقنوات صاحبة مصلحة حقيقية في الوقوف مع مرسي وجماعته.. وليست (خادم فكي) مجبورة على الصلاة. الآن نهضت قنوات مصرية قوية تفوقت على الجزيرة شكلاً ومضموناً .. على سبيل المثال لا الحصر قنوات (دريم و أوتي في و المحور والقناة الناهضة بقوةٍ صدى البلد) بجانب قناة بي سي مصر التي كانت أمينة في نقل فعاليات جماعة مرسي مع جماعة الثوار بحيادية شديدة.. كل الناس في السودان أصبحوا يتجهون إلى تلك القنوات بعد أن كانت وجهتهم قناة الجزيرة التي فقدت حيادها تماماً.. وحتى بلسان أهلها فقد فقدت القناة الكثير من المتابعين لها في الوطن العربي الكبير.. ومع كونها تقف مع ثوار سوريا فإن المشاهد العربي أصبح يتجه إلى قناة العربية المؤيدة لثوار سوريا ورغم عدم حيادها في هذا الأمر ووقوفها مع الثوار بقوة.. ووقوفها ضد بشار ونظامه بقوة أكثر.. إلا أنها حتى في عدم حيادها بدت موضوعية واستطاعت التبرير لوقفتها تلك.. لماذا إختارت الجزيرة هذا الموقف.. هب أن ذلك إتجاه ممولي القناة التي تصدر منها.. أما كانت تدثر ذلك بمهنية تجعلها محترمة أكثر .. كأن تنقل الموقف بحياد في تغطيتها الخبرية ولكن في برامج الرأي تميل إلى الجانب الذي يرضي إتجاهات أصحاب القناة لم تنتبه قناة الجزيرة إلى مقولة يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت وإن تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكنك لا يمكن أن تخدع كل الناس كل الوقت.. إنفضاض المشاهدين العرب عن قناة الجزيرة يحمل في ثناياه رسالة مهمة لكل الاعلامين.. مؤداها إنك متى مافقدت حيادك..! متى تنازلت عن الموضوعية..! وكلما حِدَّت عن المهنية ولم تتبع الشفافية..! فإن الناس سرعان ما تنصرف عنك.. الآن انصرف الناس عن قناة الجزيرة وهذا مؤسف لأنها كانت قناة نفاخر بها.. بإمكانياتها الكبيرة.. وبكوادرها الصحافية المقدرة كماً وكيفاً.. حتى تعود الجزيرة لسابق عهدها- عليها أن تقول «باي باي» لمعظم كوادرها التي كانت مؤثرة.. لكننا في ذات الوقت لا نتفق مع ما قام به أنصار الثورة من حجب للقنوات المنحازة لمرسي.. فحرية التعبير يجب أن تتاح للجميع، وأفرحنا أن صحيفة الحرية والعدالة متوقفة بإرادتها..! ولم توقف بقرار قوى الثورة.. حتى إن خالفت تلك القنوات فينبغي إيقافها بالقانون .. وحتى في هذه الحاله يتم إيقاف البرامج التي يُرى إنها تهدد الأمن أو مقدمي البرامج الذين يروجون لماهو ضد القانون.. فحرية التعبير يجب أن تكون لنا ولغيرنا..