الحبيب الصديق الغالي جداً مزمل.. أشواقي لك لم تفتر.. لمجالسك العامرة.. لروحك السمحة.. لحرفك البهية المترفة لعشقك السرمدي للمعشوق أبداً.. أبداً.. وكل شيء منك.. وتتدفق من بحيرتك العذبة جداول الفضة.. كل يوم.. كل يوم.. وما ان تشرق شمس الرحمن.. ويتسلل الضوء صباحاً اركض ركضاً.. لتصطبح عيوني.. بالتقرير اليومي عن حدائق الندى الحبيب.. أسند ظهري على جذع نخلة حتى يتساقط ثمارها عليَّ رطباً جنياً.. اطمئن على صرح أو بستان رويته بعرقي ودموعي.. والله «بختك» يا مزمل.. تُعْلِّن على رؤوس الأشهاد.. و«ما خايف من أي زول» حبك ذاك الخرافي للندى الحبيب.. أنت مثل «أبو آمنة حامد» ذاك الهدندوي البهي.. الأنيق والبديع.. يكتب عن الهلال.. حتى تشتعل الصفحات وعداً وتمني.. يكتب عن المحبوب حتى تظن انه يكتب بدموعك بل من محبرة نزيفك.. أنت مثله في الجهر بحب من تهوى.. لا تجد حرجاً.. في حبك فناءاً في الندى الحبيب.. تغني مثله ملء صوتك.. «قالوا بتحبوا قلت ليهم مالو» والله مسكين أنا.. أنا.. يا مزمل أختبيء وراء عشبة مزهرة في بستان عركي.. أهمس خائفاً.. مذعوراً.. مرتجفاً.. بخاف أسأل عليك الناس وسر الريدة بينا يذيع.. وتبلغ المأساة ذروتها عندما أردد «متلفتاً» بخاف لو صدفه لاقيتك.. يقولو عليا حبيتك.. مزمل.. هل ترى كل ذلك ألغازاً.. دعها تكن كذلك.. ودع القوم يسهرون جرائها ويختصموا.. وينشق فضاء الوطن.. عن قمر يضيء الزمان.. وايضاً تأتي يا صديقي مرة اخرى.. وانت تهب «المكتبات» والناس والوطن.. روعة بكرة» وجسارة «غد» والتطلع الى شروق شمس يوم جديد.. تترك الحاضر والماضي خلفك.. لتراهن على «غد» وتأتي اليوم التالي.. يالجسارة الاسم.. انه يذكرني بجرأة وشجاعة.. وبسالة.. الهادي آدم.. ذاك الذي أجبر سيدة الغناء «ثومه» وجرجر الوحي على القياد المنيع على الانقياد «عبد الوهاب» ليتحف هذا الثلاثي الماسي.. العالم بلون جديد للحب.. بطعم جديد للوجد.. بعطر فريد للوصل.. «يشطب» هذا الثلاثي من قاموس المحبين المنكفيء ابداً على الماضي.. الباكي على أيام مضت.. ليتحدث في ثقة عن بكرة.. و.. غداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلا وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولا وغداً نزهو فلا نعرف للغير محلا وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا.. ليس إلا.. ليس إلا.. وتأتلق المكتبات.. تأتلق فنزهو.. وجوهر صدر المحافل «اليوم التالي» تتوسط في خيلاء وثقة و«مشية» مثل مشية أبو دجانه.. كبرياء وزهو وخيلاء.. يبغضها الناس إلا في هذا الموضع.. كيف لا واليوم التالي.. تلوي عنق القراء.. والتوزيع.. والترتيب.. وتعلن مزمل.. فوق أصداء صدى الندى الحبيب.. ريشة سياسية.. ماهرة متدربة وخبيرة.. صديقي.. ليس ذلك غزلاً.. لا واقسم بالتي أحبها.. بل أقسم بالشعب والايام الصعبة.. انها حقائق.. يكشفها حال.. والآن صديقي.. وبعد اشراق صبح اليوم التالي.. وبالنسبة لي.. اصبح «الفرح الواحد.. فرحين» صرت مثل عصفور «جماع».. اتقافز من غصن لغصن.. «أرِّك» مرةً على غصن الصدى.. ومرةً على «فرع» مخضر وزاهر في شجرة «اليوم التالي» وتكتب يا صديقي.. في أسى وحزن.. بل في ثورة وغضب.. عن «تلتلة» و«بهدلة» ومهانة تعرضت لها واسرتك الكريمة.. داخل أسوار ميناء القاهرة الجوي.. وتصدق يا مزمل.. ان هذا ما أوحى لي بالكتابة لك.. وتصدق يا مزمل.. ان كل الحروف والكلمات أعلاه.. هي مقدمة فقط.. بل «قيدومة» مترفة.. لليالي من الفرح الأخضر.. هو ما سوف أسطره تحت عنوان.. أنا مع العسكر.. بكرة نتلاقى