حضر إلى مكاتب «آخر لحظة» حسن محمود بشير وروى لنا قصة أقرب للخيال، تحكي قصة شجرة ذبلت أغصانها، وتخشبت عيدانها، واصفرّت أوراقها، وانشقت نصفين دون فعل فاعل.. كل ذلك حدث يوم وفاة الحاجة «مسكة عثمان عشاب»، التي قامت بغرسها في مسقط رأسها قرية «المنوراب» بضاحية جزيرة تنقسي بالولاية الشمالية، وكان ذلك في مطلع السبعينيات، ونمت الشجرة بسرعة مذهلة، حتى كست كل أركان دارها، وتمدّدت حتى وصلت جدران جيرانها المحيطين بها، وأصبحت هذه الشجرة طولاً وعرضاً ظلاً وارافاً، مما جعل أهل القرية يقيمون تحت ظلها كل المناسبات، وكانت الحاجة «مسكة عشاب» ذات صفات حسنة، ودوماً يداها مرفوعتان بالدعاء، والمسبحة لا تفارق معصمها إطلاقاً. وقبل أشهر قليلة توفيت الحاجة مسكة، وفي يوم وفاتها اصفرت أوراق هذه الشجرة، وتغير شكلها، وتساقطت كل أوراقها كتساقط المطر في فصل الخريف، وأصبحت هذه الشجرة كتلةً خشبية عاتية. وفي يوم أربعين الوفاة انفلقت الشجرة إلى نصفين، وسقطت على الأرض وشكلت حاجزاً تضاريسياً يصعب على المرء أن يتخطاه بيسر.. ومؤخراً تم قطع هذه الشجرة وتلاحظ أن الشجرة بدأت تخرج في فترة معينة يومياً مادة كالماء وصفها أهالي القرية بأنها أشبه بالدموع!!