لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع ان يخرج منتخبنا الوطني من تصفيات الشان امام بورندي على ارضنا ووسط جمهورنا بهذه الطريقة المهينة، فبعد النتيجة الايجابية التي حققها صقور الجديان خارج الارض في بوجمبورا ضمن الجميع التأهل باعتبار ان سقوط بورندي على ارضنا مسألة وقت فقط في ظل الفوارق الكبيرة بيننا وبينهم من جميع النواحي، لذلك جاءت نتيجة امس الاول الكارثية مؤلمة الى الحد البعيد اذا وضعنا في الحسبان تواضع المنافس. مباراة امس الاول اثبتت وبما لا يدع مجالاً لشك ان لاعبينا يفتقدون لثقافة (اللفة الاخيرة) وبنفس سيناريو الخروج امام اثيوبيا في تصفيات امم افريقيا السابقة، جاء الخروج هذه المرة من تصفيات الشان امام خصم اضعف جاء الى السودان لاداء الواجب فقط بعد ان اقتنع بالخروج بعد نتيجة الذهاب، ولكنهم تفاجأوا داخل الملعب بخصم ضعيف لا يملك طموح التأهل.وفي ذات الاتجاه اثبتت المباراة عدم صحة نظرية مازدا في ابعاد كبار بالنجوم عن المنتخب الوطني والاعتماد على الاسماء المغمورة، لأن تجديد الدماء يتم تدريجيا وليس على غرار ما فعل الجهاز الفني للمنتخب الوطني بابعاد كبار النجوم، وحتى الكبار الذين تواجدوا امثال مهند الطاهر وسيف مساوي فشلوا في القيام بدورهم كلاعبين خبرة وتاهوا في ارضية الملعب في الوقت الذين كان الجمهور يعول فيه علي عناصر الخبرة من اجل تجاوز عقبة بورندي. وبعودة لمجريات المباراة نجد انها في مجملها كانت مفاجأة للبورنديين قبل الجمهور السوداني، لان منتخب السودان ظهر خلالها بشكل متواضع وضعف عام في كل خطوط اللعب، بداية بالحارس ايهاب زغبير الذي يفشل ويفشل ويفشل ويصر مازدا على تواجده اساسياً، مرورا بخط الوسط الذي كان فيه نزار حامد وامير كمال اشباحا في الملعب دون اي ادوار بينما كان سيف مساوي يبحث عن نفسه ويتساءل عن الوظيفة الغريبة التي زجه فيها مازدا ، وصولا الى خط هجوم (كسيح) لعب فيه كاريكا واحدة من اسوأ مبارياته واضاع اهدافاً لا يمكن ان تضيع من هداف بحجم كاريكا. وتبقى ركلات الترجيح هي المعضلة التى تفشل المنتخبات والاندية السودانية في فك طلاسمها حيث تسببت في خروج المنتخب والهلال والمريخ واهلي شندي من البطولات والمنافسات الافريقية المختلفة ، فهل هي عقدة من ركلات الترجيح ام ان هنالك خلل في التعامل معها ، ام ان المشكلة تدريبية .