راي: الصادق محمد سالم السنهوري من الضروري أن يكون للمواطن دور في حفظ وحراسة وصيانة المنجزات التي تحققت في ولاية الخرطوم. والخرطوم هي حاضرة البلاد ووجهها المشرف، يلتقي فيها كل أبناء السودان بثقافاتهم المتنوعة.. يجسدون التسامح والتعايش بإيمانهم بربهم ودينهم وحب الأوطان، ومن الضرورة الحفاظ على المنجزات فهي ملك للمواطن أولاً وأخيراً. نحن شعب اتصل ماضينا بحاضرنا ونحن أهل حضارة سبقت غيرها من الحضارات، بل تميزت عليها بمعرفة وعلم وعطاء.. عندما جلست مع أسرتي بشارع النيل في أم درمان أدركت معاني الجمال.. فحلقت في مشارف الأمل والفرح والرجاء وتذكرت قول الشاعر. والذي نفسه بغير جمال لا يرى للوجود شيئاً جميلا كما تذكرت أيضاً ديوان عاشق النيل المغرد الصداح مبارك المغربي إنه السحر يستميل هوى النفس ويغري القلوب كيف يشاء أرأيت الأزهار في الضفة الخضراء يعلو أديمها الأنداد شاطيء النيل جنة الله في الأرض يغني جمالها الشعراء أصبحت مدينة أم درمان مدينة كالزهرة بضفافها السحرية.. فلنحافظ على هذا الإنجاز، فلتلتقط كاميرات القنوات الفضائية هذا الإبداع والإطلالة على النيل ويكون مكاناً للمبدعين والشعراء يعكس الصورة البديعة الزاهية للنيل، ونعكس للأجيال القادمة تاريخ البقعة المباركة أم درمان الجهاد والتراث، بوضع تاريخ حضارات سبقت العالم كالترام والبواخر النيلية.. حيث كان مربط الترام في حِله وتِرحاله شارع النيل. فلتقف بجانب الباخرة البوردين.. البواخر النيلية عبق التاريخ الباخرة (ملك) ونضع بكورنيش النيل العربات التاريخية التي دخلت السودان في بواكير الاستقلال العربات الرودرويز والمرسيدس والهلمن، وأهل أم درمان يملكون هذا الإرث التاريخي ونحكي لأجيال قادمة عظمة تاريخ السودان أنه الضروري والممكن.