يمتاز السودان بقطاع زراعي واسع وغابات كثيفة توفر ثروة طبيعية هائلة تدر على البلاد عائداً نقدياً يساهم في الحالة الاقتصادية، ولكن هذا القطاع الحيوي والإستراتيجي يتعرض لآفات عديدة تحتاج لمكافحة مستمرة حتى ينجح الموسم الزراعي وتنجح عملية الحصاد.. وفي هذا الخصوص عقدت إدارة وقاية النباتات بوزارة الزراعة والغابات مؤتمراً صحفياً بمقرها عن الموقف في هذه السنة ودرجة الاستعداد وما تم من مكافحة لكل الآفات التي تهدد المشاريع الزراعية وأكد خضر جبريل مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات على أن هذه الإدارة هي أكبر إدارة في وزارة الزراعة والغابات من ناحية الميزانية، وهي الإدارة الوحيدة المركزية ومسؤولة عن كل السودان ولها مكاتب في كل الولايات تتبع لها في الإدارة المركزية. الآفات المهاجرة: وقال إن إدارته تكافح الآفات المهاجرة من الدول المجاورة مثل الجراد الصحراوي الذي لا يعرف الحدود، والذي يمتد حزام انتشاره من موريتانيا غرباً حتى باكستان شرقاً. وإن الجرادة الواحدة تأكل بمقدار حجمها ثلاثة مرات، مما يؤكد خطورتها على الاقتصاد الزراعي.. كذلك طيور الكويليا التي ظهرت أسرابها في مناطق جنوب كردفان وكوستي والدويم وهي تهاجر من دولة لدولة وتدمر المحاصيل.. وأشار إلى أن الإدارة لديها وسائل الحركة اللازمة لمكافحة هذه الآفات، كذلك وسائل الاتصال حيث إن الإدارة تمتلك أكبر شبكة لاسلكي بعد القوات المسلحة. خلو السودان من الجراد الصحراوي: وعن الجراد تحدث قائلاً: إن السودان الآن خالٍ من الجراد الصحراوي بعد عملية مكافحة بدأت مبكراً بواسطة الطائرات الموزعة على كل الولايات. وإن كل الجراد بأنواعه المختلفة من ساري الليل والغيوره وجراد اللبود والكابورا تم القضاء عليه بنسبة 100% غير أن جراد اللبود «النطاطات» محصور في ولاية دارفور الكبرى وهو يهدد الزراعة ويعتبر آفة خطيرة وعدم تغطية الولاية بالكامل لأسباب أمنية أتاحت فرصة انتشاره في دارفور. الآفات الحقلية: هنالك الكثير منها وهي خطرة جداً في القضاء على المحاصيل، وتنحصر في أنواع «البقات» وهي نوع من الآفات الحشرية التي تهاجم الذرة والسمسم والدخن وتتم مكافحتها في فترة بياتها الشتوي حتى لا تؤثر في المحاصيل لاحقاً وأخطرها القتر. وذكر أيضاً أن آفة الحشرة القشرية ضربت معظم الولاية الشمالية، حيث أضرت بمحصول التمر وشجرة النخيل معاً، وأنها حشرة واحدة من الخارج ولكن يتم مكافحتها الآن عن طريق المبيدات، وأيضاً آفة ذبابة الفاكهة المنتشرة في 8 ولايات حيث أضرت بالإنتاج الفاكهي بالبلاد، ولكن الحملات بدأت في مكافحتها للقضاء عليها. أما عن آفة الفأر فأكد أن المسح الدوري المستمر خلال العام قضى عليه في عملية كسر تكوين العائلات وحتى الآن لم تظهر أي إصابات بنسبة 96%. مدخلات الوقاية: وعن المدخلات لعملية الوقاية والمكافحة تحدث مدير إدارة المكافحة السيد أحمد دكين عن امتداد الإدارة بتوفير كل المعينات من وسائل الحركة والطائرات التي تم توزيعها على القطاعات المختلفة وإعداد الإمدادات اللازمة لها من وقود وزيوت بواسطة شركات الرش الجوي بصورة مطمئنة. وهنالك 130 برميلاً يتم توزيعها لاحقاً للولايات بالقطاعات التي فيها نقص بعد وصولها لميناء بورتسودان حسب آخر تقارير الإدارة في توفير مستلزمات عملية المكافحة بالرش بالطائرات. الحجر الزراعي: وأكدت مدير إدارة الحجر الزراعي على أهمية الدور الذي تلعبه الإدارة في متابعة الوارد من النباتات والبذور إلى السودان، حيث يتم إخضاعها لفحوص عديدة بإشراف خبراء ومختصين زراعيين حتى لا يتم إدخال أي آفة جديدة للسودان، ولكن المشكلة في بعض التدخلات التي لا تجعل من عملية الحجر الزراعي كاملة، متمثلة في إدخال بعض الجهات لشتول أو بذور دون إجراء الحجر الزراعي والفحص عليها، مما يؤثر على عملية السيطرة على الآفات في البلاد. الموقف الآن: في نهاية المؤتمر أكد السيد خضر جبريل مدير إدارة وقاية النباتات على أن الموقف مطمئن بتوفير كل مدخلات المكافحة والبداية المبكرة للعملية ونوه إلى ضرورة تعاون الإعلام بكل وسائله في عكس دور الإدارة بنزاهة ومصداقية وحتى يكون هذا دافعاً للمزارعين للعمل بقوة ليرتفع الإنتاج في كل المحاصيل بالبلاد.