على عكس الطائرات الاسرائيلية التي لا تعرف سوى الإضرار بالبشر وصب الرصاص المصهور فوق رؤوس الفلسطينيين وضرب الاهداف العربية والاسلامية بدت طائرات الرش الصغيرة ماركة الانتينوف2 المستأجرة بواسطة الادارة العامة لوقاية النباتات بوزارة الزراعة الاتحادية بدت اكثر نفعاً وهي تنساب وتتمايل بطريقة حلزونية لتنشر وترش المبيدات القاتلة للجراد الصحراوي على طول المزارع والمساحات الخضراء المنتشرة في المنطقة الواقعة جنوب وادي المقدم شمال ام درمان، وعلى امتداد الغطاء النباتي المبثوث على جانبي طريق شريان الشمال ، انها طائرات نافعة لانها تحارب الآفات التي تهدد الموسم الزراعي وتقضي على اسراب الجراد الصحراوي القادمة من دول غرب افريقيا عبر الحدود الممتدة ، والانفع من تلك الطائرات هي الادارة العامة لوقاية النباتات قيادةً واتياماً اولئك الجنود المجهولون الذين يتمركزون في المحطات الخلوية في تلك المنطقة وفي غيرها من المناطق ويرصدون تحركات اسراب الجراد عبر اللاسلكي والشبكة العنكبوتية ويقومون بعمل اللازم من الاحترازات . لقد سعدت جداً بمرافقة مدير عام الادارة العامة لوقاية النباتات خضر جبريل وكوكبة الجنود المجهولين في قسم الجراد والاخ كمال سليمان عبيد مدير الوقاية والاخ حسين عثمان ابكر رئيس قسم المعلومات والاخوة في الادارات المختلفة لوقاية النباتات والاخوة في اعلام وزارة الزراعة الاتحادية وغيرهم من رفقاء رحلة الوقوف على مجهودات وقاية النباتات لحماية المساحات الخضراء المستصلحة من ارضنا المعطاءة والتأكد من سير عمليات مسح ومكافحة الجراد الصحراوي خلال الفترة من مايو وحتى الاسبوع الاول من شهر نوفمبر الجاري ، سعدت لانني اكتشفت ان بعضاً من جسد الخدمة المدنية في بلادي ما يزال بخير رغم معاول الهدم ويعمل في صمت وفق نمط الخدمة المدنية السودانية العريقة ذات التقاليد الموروثة والمرعية ،فهنالك اتيام تعمل في الخلاء وترتبط بمكاتب الادارة في المدن عبر اللاسلكي والانترنت وتسهر وتعمل ليل نهار لتوفير المعلومة الصحيحة وارسالها عبر الكود الى مراكز مراقبة الجراد للقيادات والتي بدورها تقوم بتوظيف الامكانات المادية للقيام بالواجب على احسن الوجوه واصوبها والنتيجة هي إبادة الملايين من اسراب الجراد الصحراوي الضار بالزراعة قبل ان يهجم على المحاصيل فيحيلها هشيماً تذروه الرياح ، وقد رأينا ذلك رأي العين وقمنا بتوثيقه صورة وصوت واستمعنا الى الخبراء وعمال الرش وهم يشرحون اسرار ذلك العمل النافع للبلاد والعباد مما يستحق ان تفرد له المساحات التفصيلية الواسعة فلهم منا جميعاً التحية والتجلة . والجراد الصحراوي يتواجد في سبعة وخمسين دولة تتوزع من موريتانيا الى باكستان ويستطيع اجتياز مسافة خمسة آلاف كيلومتر بهدف القضاء على الخضرة اين ما كانت ويتكاثر بكثافة ومن انواعه ساري الليل والكابورا والبو والقبورا ولكن الصحراوي يعتبر اخطرها وقد وفرت الادارة العامة لوقاية النباتات اسطولاً جوياً لتنفيذ عمليات المكافحة الجوية يضم ست عشرة طائرة رش تقوم بعملها في الولايات المستهدفة اضافة الى اسطول عربات يضم اكثر من ستة وخمسين عربة تعمل في مسح ومكافحة الآفات القومية بولايات شمال كردفان ، نهر النيل ، الخرطوم ، البحر الاحمر ، النيل الابيض ، الشمالية وكسلا . ان شعباً ينتصر - عبر نظم الرصد المدنية - على اسراب الجراد الزاحف على صغر حجمه لن تهزمه الطائرات المغيرة تحت جنح الظلام طالما ان هنالك عيناً ساهرة تؤمن بأن العمل بإخلاص يعتبر عبادة ونحن نتوقع الا نؤتي ثانية من قبل ( المهملين ) استناداً الى التجربة الناجحة للإدارة العامة لوقاية النباتات في رصد ومتابعة خطر الجراد الصحراوي المجهول الهجمة والوجهة ، بقي ان نذكر بأن الادارة العامة لوقاية النباتات كان اسمها في السابق ( مصلحة الجراد ) ثم تم تغيير تسميتها الى ( مصلحة الحشرات ) وقد حكى المدير العام خضر جبريل وهو من أميز القيادات والخبرات في مجال الزراعة طرفة مضحكة عن كيف كانت عمليات التبليغ من المواطنين عن الحشرات فكاهية حينما ترد مكالمة الى مصلحة الحشرات فيجيب موظف الوردية ( معاك مصلحة الحشرات ) فيسأل المواطن ( منو معاي في الحشرات؟)