أتابع الحملة التى تشنها الأوساط الأكاديمية المصرية هذه الأيام على منح الدكتوراة الفخرية وذلك بمناسبة منح جامعة القاهرة هذه الدرجة للسيدة سوزان مبارك حرم الرئيس حسنى مبارك لجهدها فى مجال النشر والمجالات الإجتماعية التى برعت فيها . الحملة اديرت على شبكة المعلومات الدولية وكذلك بجمع توقيعات أساتذة بجامعة القاهرة كما أثيرت من على صفحات الصحف المصرية ولقوة الرأى العام فى مصر فلقد أثارت قضية منح السيدة سوزان مبارك درجة الدكتوراة الفخرية قضايا فرعية عدة وإن لم تبتعد عن الغرض السياسى خاصة وأن الرئيس مبارك وأسرته تواجه حملة المعارضة ضد توريث الحكم لأبنه جمال مبارك لحكم مصر . ذات الحملة شهدتها حقبة الثمانينيات من القرن الماضى على السيدة جيهان رؤف عندما تقدمت ببحثها فى الأدب الإنجليزى لنيل درجة الدكتوراة من جامعة القاهرة إذ شنت الأوساط المعارضة والأوساط الاكاديمية المناوئة لحكم الرئيس السادات هجوماً على جامعة القاهرة وكيف انها تجاوزت لوائحها لتمنح سيدة مصر الاولى خلال تلك الفترة درجة دكتوراة غير مؤهلة لها . وقد طالعت كتاباً كاملاً تناول منح درجة الدكتوراة المستحقة وليست الفخرية للسيدة جيهان رؤف التى أطلق عليها الإعلام جيهان السادات . الكتاب اعده الدكتور إبراهيم عبده وهو من الاعلام الصحفية والأكاديمية المصرية واختار له عنوان «من النفاق ماقتل» ومما يعلق بذاكرتى فى احدى تعليقاته الساخرة عن جو المناقشة يقول أن اللجنة كانت تسأل الباحثة جيهان وتتولى الإجابة بنفسها على ما سألت ولا تنتظر اجابة الممتحنة حتى لاتجرحها . ظاهرة منح درجة الدكتوراة الفخرية وباء استشرى فى جامعاتنا العربية وفى جامعاتنا السودانية لاتخلو قائمة احتفالات التخريج الدورية لأى جامعة من الجامعات من قائمة طويلة تشتمل منح درجة الدكتوراة الفخرية والماجستير الفخرى لسياسيين وتنفيذيين وشعبيين ولا تلتزم هذه الجامعات بالقواعد الصارمة التى تنص عليها النظم الأساسية لكل جامعة واللوائح المركزية لوزارة التعليم العالى وحتى الجامعات الولائية التى لم تشب عن الطوق والتى قبل أن تمنح درجاتها العلمية الأصلية بدأت تمنح درجة الدكتوراة والماجستير الفخرية ودخلت الجامعات فى نفق المجاملات والغيرة والضرار فهناك جامعات منحت هذه الدرجات لمن بنى لها قاعة أو شيد لها نزلاً او مكاتب وهناك جامعات كان منحها درجة الدكتوراة الفخرية لشاعر أو مطرب أو رياضى غيرة من جامعة منافسة منحت الدرجة لذات الفئات . اتمنى أن تنتقل حملات الرفض التى شهدتها الجارة مصر الى بلادنا وأن يرتفع صوت الأكاديميين عندنا بالرفض من خلال مجالسهم العلمية أو من خلال منابر الإتصال الجماهيرية لمنح درجة الدكتوراة والماجستير الفخرية لغير الاغراض العلمية والى أشخاص لايستحقون هذا الشرف .