ومعناها بلغة الدينكا (رجاءاً استمعوا لي) وبالإنجليزية (please lend me your ears).. كلكم تعلمون بأنني لم أكن مع الانفصال ولا من رعاته يوماً.. ولكنني كنت دوماً ومازلت مع خيار أهل الجنوب الحر الديمقراطي!! وعندما اختاروا ما يريدون وقفت معهم آملاً في مستقبل سعيد تتحقق فيه آمالهم وأحلامهم جميعاً، وتأسيس علاقة إخاء وصداقة ومحبة وتبادل مصالح تربطهم بالسودان الأم. فإن ما يحدث الآن في جنوب السودان يؤلمني جداً على المستوى الشخصي، فقد عشت في الجنوب طفولتي وصباي وارتبطت به ارتباطاً وثيقاً لا تنفصم عراه، وتترسخ كل يوم جذوره.. إن الدم الذي يسيل هدراً الآن بين الأشقاء وصمة عار!! والنكوص إلى القبلية والتنازع من منطلقاتها سمة من سمات التخلف، في عالم يتطلع بكلياته إلى وحدة المصير الإنساني لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية جمعاء!! يا إخوتي القادة الأصدقاء: سلفاكير ورياك، أناشدكم بحق معرفتي اللصيقة بكم، أن تضعوا السلاح جانباً. وأن تفكروا بعقل وروية في حلول منطقية لمشاكلكم.. فمشاكل جنوب السودان أكبر بكثير من مشاكلكم الخاصة، وأنتم أدرى بها مني!! فكونوا عند حسن ظني بكم، ولتأخذكم الرحمة والرأفة بشعبكم فهو أشد ما يكون حاجة لحكمتكم ونظرتكم الثاقبة حتى تتفادى بلادكم النقية الفتنة العنصرية والقبلية.. والوصاية الدولية.. و التدخل الأجنبي ويكون ذلك نتاجاً لتفريطكم في تحمل المسؤولية الوطنية.. ضعوا السلاح جانباً، وفكروا بعقولكم وضمائركم فلن تجدوا طريقاً أسلم لتحقيق أهداف شعبكم غير الحوار والمزيد من الحوار.. فاصبروا عليه وصابروا تنالوا مراد شعبكم ورضاه.. إن مسؤوليتكم أمام الله وشعبكم لكبيرة، والتاريخ يرصد ولا يرحم.. فكونوا على قدر المسؤولية وثقة شعبكم فيكم!!! باسم مدينة رفاعة التي تعرفونها جميعاً وتقدرونها أناشدكم: رفاعة التي فتحت صدرها وقلبها لتحتضن فلذات أكبادكم ليواصلوا تعليمهم في مدارسها: مدارس الشيخ لطفي للبنين والأستاذ أحمد علي جابر للبنات يؤلمها جداً وتأسف للغاية أن ترى كل ذلك يحدث هذه الأيام في جنوب السودان الحبيب.. إن منظمات المجتمع المدني برفاعة ممثلة في (منظمة رفاعة للجميع) و(شباب من أجل تطوير رفاعة) وغيرها وغيرها من المنظمات: نسوية وشبابية وطرق صوفية وأفرع للاتحادات والنقابات المختلفة تتجمع الآن لتضافر جهودها مع كل منظمات المجتمع المدني السودانية لوقف إطلاق النار الفوري واستعجال الحلول السلمية للمشاكل المتصاعدة في جنوب السودان لتفويت الفرصة على المتربصين بشعب الجنوب وخيراته.. هذا وستعكف هذه المنظمات الطوعية برفاعة لوضع خارطة طريق لتوطيد العلاقة الأزلية والممتدة لرفاعة مع مختلف مدن الجنوب السوداني من أجل المصالح المشتركة للشعبين للتآخى معها، وتأمين العرى الوثيقة التي تربطها بشعب جنوب السودان من خلال خريجيها الذين يشكلون اليوم بالجنوب مجموعة مقدرة في مجالاته التشريعية والتنفيذية وخدمته المدنية.. ختاماً نسأل الله في هذه الأيام المباركات لشعب جنوب السودان السلام والطمأنينة والاستقرار والرفاه وعلاقات وطيدة متطورة لمصلحة الشعبين في السودان وجنوب السودان.. والله الموفق * رئيس حزب الأمة الإصلاح والتنمية ونائب دائرة رفاعة بالمجلس الوطني السوداني