تهتم الأوساط بشمال كردفان هذه الأيام كثيراً بالحديث عن الواقع الأمني بعاصمة الولاية الأبيض وتتداول الأخبار الواردة من هناك نبأ تجمهر أعداد كبيرة من أبناء قبيلة البديرية في منزل أميرهم الزين ميرغني زاكي الدين وذلك احتجاجاً على مقتل أحد أفراد القبيلة على يد ما يسمى بقوات التدخل السريع المرابطة بمنطقة الهشابة والتي تبعد نحو 20 كلم جنوب مدينة الأبيض. وهذه القوات اثارت حفيظة مواطنين المدينة حتى قبل هذه الأحداث، وكان لذلك أثره على استلاب طمأنينة الكثيرين وانزعاجهم. مولانا هارون وللمرة الثانية قال إن هذه القوات عابرة ولا أثر لها وان أمن المواطن مسيطر عليه تماماً ، ولكن يبدو أن احكام السيطرة على هذه القوات يحتاج إلى أكثر من جهة في وقت كثر فيه الحديث عن تبعية هذه القوات وكنترولها. وعلى أثر ذلك تتابعت الأحداث، وبقيت هذه القوات وفقاً لمهلة محددة ب«72» ساعة..! ولكن السويعات مرت، ولم تخرج القوات، وبذلك فُتِّحَ الباب أمام التكهنات والتوقعات باستقالة هارون والتي ايضاً شكلت محوراً مزعجاً لمواطني الولاية، الذين علقوا طموحاتهم على هذا الوالي نظراً للبرنامج النهضوي الطموح الذي تبناه وفقاً لخارطة طريق مدروسة، ويشارك فيها جميع أهل الولاية وهو الأمر الوحيد الذي توطدت فيه الفعاليات المتباينة منذ وقت بعيد. ما نرجوه أن تنحاز السلطات في المركز لأمن وطمأنينة المواطن والمحافظة على السلم الاجتماعي داخل مدينة توصف بالهدوء والوسامة.. .. مدينة تبتسم لاستقبال الزائر وتحتفي بضيوفها.. تدعم الأمن والسلام وتستنكر التمرد حتى في مظهره السياسي فمن حقها أن تعيش بلا رعب أو رهبة، ومن حقها أن ترفض كل ما يزعجها، ويحرك فيالق سكينتها. مواطنو هذه المدينة عرفوا بالتسامح ولا يحفزهم عرف الثأر المنتشر عند كثير من القبائل هناك، ومن هذا المدخل اطالب باجراء محاكمة عادلة للمتهم والقاء القبض عليه أولاً لتصبح القضية شخصية معه، والحديث عنها في مسرح المحاكم الجنائية. وقبلها لابد ان يعلم مولانا أن الإستقالة مقبولة، وتعبر عن الشرف والكرامة، ويحمدها العرف السياسي والاداري ولكنك لابد أن تضع طموحات اولئك الغبش وآمالهم التي علقوها على عاتقك..! وبعدها تقرر إن لم يحسم هذا المركز ذاك التداخل السريع والمزعج.. وبعدها لكل مقام مقال.