استقبلت مشرحة بشائر بالخرطوم أمس وفوداً هائلة من كبار مسؤولي ولاية نهر النيل وأعيان قبيلة البطاحين بشرق النيل على إثر وفاة أحد أبناء القبيلة بحراسة قسم شرطة التميد النافعاب شرق النيل، واتهم ذوو المتوفي جهات بتعذيب فقيدهم البالغ من العمر (05) عاماً إثر القبض عليه واتهامه بالتستر على مجموعة من «النهابين» الذين قاموا بسرقة قطيع من الماشية أبلغ صاحبه عن فقده، وكشفت التحريات عن وجود أثر تحرك القطيع عبر منزل المتوفي. وتمت إجراءات ضبطه بالجمعة، حيث تم إدخاله الحراسة وخرج منها جثة هامدة صباح السبت، إلا أن نيابة نهر النيل دونت البلاغ تحت المادة (15) إجراءات الوفاة في ظروف غامضة. وتابعت (آخر لحظة) الأحداث من داخل مشرحة بشائر جنوب والتقت بمعتمد محلية شندي محمد الحسن الحويج الذي جاء إلى المشرحة فور سماعه النبأ، وأشار إلى أنه سيرعى استكمال الإجراءات القانونية تحقيقاً للعدالة إلى أن تصل إلى مرحلة التقاضي ودور المحاكم التي من شأنها الفصل في الأمر، وأرجع الحادث إلى إرادة الله، وأكد على متابعته للإجراءات القانونية بناءً على طلب أولياء الدم. وفي الوقت ذاته رفض مدير المشرحة الدكتور عقيل النور سوار الذهب إماطة اللثام عن تقرير التشريح أو التصريح بأي أقوال موضحاً بأن القضية في غاية الحساسية وأنه سيدلي بإفاداته أمام المحكمة. ومن جهته أفاد العضو بالمجلس الوطني الأستاذ خالد محمد المبارك الاتهام بأنه علم بأن سبب الوفاة ناتج عن التعذيب الذي تعرض له المرحوم، مبيناً أن الوقت ما زال مبكراً جداً لتقديم من هو المسؤول عن الحادث. وفي ذات السياق ندد أهالي البطاحين بعدم تخليهم عن الثأر لفقيدهم، مشيرين إلى أن هذا الحادث تكرر ثلاث مرات بذات الحراسة، مضيفين أن ما حدث للمتوفي لم يحدث حتى بمعتقلات «غوانتنامو»، وذكروا بأن المتهمين تمت إحالتهم لمستشفى شندي اثنين منهم حالتهم خطيرة، وهم أقرباء المتوفي، موضحين بأنه تم القبض عليهم بواسطة أفراد نظاميين عددهم (82) فرداً جاءوا على متن (3) عربات تاتشر. وأفادت مصادر بأن المتوفي نزعت أظافره من الأصابع وتعرض للضرب بسلاسل من الحديد تسببت في إحداث تلف في الدماغ والأعضاء التناسلية ونزيف بالجمجمة.