بلا أعراض أو مقدمات ينهش الغول الصامت «سرطان الثدي»، صحة النساء.. والأدهى والأمر أنك لا تستطيعين اكتشافه مبكراً، يتلاحظ استشراء هذا المرض في الفترة الأخيرة وسط الفتيات والنساء، فلقد بلغت نسبة انتشاره عالمياً 29% من نسبة إصابة النساء بالسرطانات الأخرى، أما في السودان فتقدر نسبة انتشاره ب35% ولكنها تمثل نسبة دخول النساء المصابات وفي مراحل متأخرة لمستشفى العلاج بالأشعة، علماً بأن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم تبلغ 15% وتمثل النوع الثاني من الإصابة بالسرطانات التي تصيب النساء. جمعتني الصدفة الجميلة بالأستاذة انتصار العقلي مسؤولة إدارة برنامج الاكتشاف المبكر لأورام الثدي وعنق الرحم في إحدى المناسبات الاجتماعية مساء أمس، ووجهت لي الدعوة لبرامجهم التوعوية والتي تنطلق في الرابع من شهر أكتوبر، وعندما سألتها لماذا أكتوبر تحديداً.. أخبرتني باهتمام العديد من المنظمات الطوعية الوطنية في كثير من دول العالم بتكثيف التوعية في هذا الشهر، والذي يعد الشهر العالمي للتوعية بتلك المخاطر، وتناقشت معها عن تأخر اكتشافه، فأكدت لي أن عملهم يتضمن حث النساء بمختلف قطاعاتهن وفئاتهن العمرية للكشف المبكر الذاتي والدوري للثدي حتى يستطعن تجنب مخاطره اذا اكتشف الورم مبكراً هذا لا قدر الله إن وجد، ومن المعروف في الوسط الطبي ولدى المهتمين بالرعاية الصحية الأولية أن الوقاية دائماً جزء من العلاج، والكشف المبكر للأورام يعتبر مرحلة وقائية، واذا تم اكتشافه مبكراً تجرى إزالته من موضعه إزالة جزئية، ولكن في المراحل التالية يجب استئصال الثدي تماماً، مع إجراء العلاج الاحترازي الكيميائي أو الإشعاعي حسب ما يراه الطبيب المعالج، لذا يهتم العالم بالكشف المبكر حتى لا تدخل النساء في هذه المراحل الصعبة التي تعرضها الى هذا النوع من العلاج ذي التكلفة الباهظة، ويعتبر التدريب والوعي سواء من الجمعيات والمنظمات الوطنية وحتى الروابط النسوية، أحد حقوق المرأة.. وحول دور وزارة الصحة المعنية بالرعاية الصحية والعلاجية للمواطن، نجد وبكل أسف أنه لا توجد إحصاءات رسمية للمرض، وهذا بدوره يؤدي لتغييب تام لحجم الاصابات وتفعيل الدور المناط من تلك المنظمات لمحاولة كبح جماح هذا الغول السرطاني.