سألني احد ركاب الحافلة التى كنت امتطيها: ايه اخر الاخبار يا استاذ؟ سألته:- ياتو أخبار.. قال:- أي خبر مهم في السياسة في الاقتصاد في أي حاجة.. قلت له: أنا محيرني خبر البجعة؟ .. بجعة؟ قال في تساؤل كبير.. هنا.. عشرات الاعناق التفتت حولى.. فصمت حتى أرى وقع (البجعة) عندهم.. بعد حين سألنى اخر: البجعة الواحده دي.. قلت له: نعم بجعه.. مجرد بجعه.. أها ودى مالها؟.. قلت: هي حرنت في شارع في نص لندن.. وحلفت يمين ما تتحرك جاي ولاجاي..وجات الشرطه قفلت الشارع.. عاد صاحبي ليسألنى: الله يسألك صحي؟.. وجابوا جمعية الرفق بالحيوان.. لغاية مازحوها براحه براحه ونقلوها حديقة حتن بعد ده فتحوا الشارع والحركه استمرت.. وجموا حيناً من الدهر.. وطافت بأذهانهم أسئله على شاكلة الزول ده مالو؟.. نظروا الى بعضهم ملياً وقال لى ثالث: يعني البجعه دي شنو؟ مهمه للدرجه دي.. قلت: تفتكروا لو كان البجعه دي وقفت في نص شارع في الخرطوم كان حصل شنو؟ قال لى شاب ملتح لكنه معارضه فيما يبدو.. ياخى خليك من البجعه لو كان انسان عديل كان طقشوه والطقشو ذاتو طفش.. قالت فتاة بيضاء الوجه سمراء اليدين: أنا طوالى شايفه الناس بطقشوا بالعربات الكدايس والكلاب والغنم والواحد ما بقيف.. فبجعتك دي يا استاذ تطقش ذي الترتيب.. فقلت لها: دي مابجعتي بجعة الانجليز؟؟ قال الأولانى الذي سألنى عن الاخبار: تقصد يا استاذ انحنه ما عندنا جمعيات رفق بالحيوان.. قال شاب يبدو إنه شيوعي لأنه بدأ بعبارة «بالتحديد كده القضية» .. وواصل ... القضية انحنه محتاجين لى جمعيات الرفق بالانسان.. لأنو الانسان في البلد دي حقوقو ضايعه.. بعدين نشوف حكاية الرفق بالحيوان... صاحت حاجه متبلمه: صحي ياولدي هسع السكر تمنو زاد.. والطماطم تانى رجع لى عزتو.. و «السخينة» بالبصل ذاتا بقت ما قادرين عليها.. راكب لايخلو من خبث قال: هو ذاتو دي بلد بتقدر استاذ كبير زي ده (وأشار) الى راكب حافلة .. ده لو في بلد تانيه كان يكون عندو عربيتين كل واحدة بسواقها.. قلت أعيدهم لى حكاية البجعه تانى وقت جابت ليها اشانة سمعه.. لأ أنا بفتكر انو البجعة دي رمز لكائن ماعندو أي فهم.. ومع كده الناس العندهم فهم رعوه.. واهتموا بيهو وده سلوك حضاري جداً.. قال آخر:- حضاري وين مع اغتصاب الاطفال.. واولاد الحرام الملوا البلد.. وين مع الافترا والنفخة الكضابة والوزراء البتدربوا فينا .. ياخي هسع من ماجوا الجماعه ديل كم وزير اتعينوا وشالوهم.. قال شاب يبدو إنه من بتاعين المزاج لأنه كان سارحاً عبر النافذه يبرم في شنبو طيلة النقاش.. يابتاع البجع إنت.. أديها صنه ياخي .. فأديتا صنه وأنا بفكر في لقبي الجديد:- بتاع البجع ..!!
