رأيت سحباً دخانية سوداء متكاثفة علي مسافة بعيدة ولم أعرف السبب وعندما دنوت من المكان وصلت الي أنوفنا روائح الحريق فقرابة الساعة السادسة والنصف مساءاً من الأسبوع الماضي في منطقة أمبدة الشيخ حمدالنيل ،إندلع حريق هائل في أحد المغالق الكبيرة جداً بسبب إلتماس كهربائي كما قالوا فقد بدأ الحريق بسيطاً ثم إشتد ،وتكالب الكل بسبب الدخان المتكاثف والنيران الملتهبة مما أدى الي تعطيل الحركة لأن المغلق يفتح في الشارع الرئيسي(ظلط حمدالنيل)، شاهدت ذاك الموقف الرهيب حيث تجمع الناس بأعداد هائلة ، وحاول أصحاب الحق وجيرانهم قمع تلك النيران، ولكن دون جدوى ، فقد شب الرحيق وإشتعل وتعاون أهله علي إطفاء النيران بالأتربة ولم تتكلل محاولاتهم بالنجاح ،الغريب والمؤسف جداً في الأمر وجود الشباب بعدد هائل، وهم يحملون التلفونات الذكية المتطورة ويصورا في هذا المشهد(فيديو) فهذا المشهد وجبة دسمة (للواتساب)، مما أدى الي تعليق بعض الركاب و الكبار في السن تحديداً معلقين (عليكم الله ديل أولاد شنو هسي!!؟ كان ساعدوا الناس ديل الحريقة دي ماكان إنطفت) تحسرت علي شبابنا ومروءتهم أين ذهبت؟؟ هل هذا المشهد يبعث للفرح حتي يتم تصويره ، فلو فكر أي واحد منهم بحمل حفنة من التراب.. وساهم في إطفاء تلك النيران لإنطفئت في لحظتها ،، إستغرق الوقت 20 دقيقة دون جدوى، حتي أتى الفرج من الله بعربات المطافيء، ففي دقائق محدودة تم إخماد النيران.. وانزاح الهم والغم علي صاحب المغلق ،و(كنت راجية منكم كتير وخاته آمالي فيكم وفي مروءتكم لكن أحسست بالخذلان والخيبة؟ أين ضاعت تلك الهِمم والصفات الباعثه علي إحترام الآخر في مد العون وتفريج الكربة، متناسين (من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) .. والكاتمه في جواي كتير متملك الجوف والعصب وماكنت دايره أقولوا ليك لكن لسان الحال غلب،،،،