كثيرون من الكتاب لا يحبذون وضع عناوين مباشرة لمقالاتهم . قد يرى البعض في ذلك مؤشراً لفقر المادة المنشورة وبؤسها . وقد يحبذه آخرون في إطار التشويق والإثارة والجذب للقارئ . والأعوج رأي والعديل رأي كما يقول المثل السوداني . موضوعنا اليوم لا يتعلق بالمملكة العربية السعودية الشقيقة . أو الخلاف العارض بين الرياض والمنامة وأبوظبي والدوحة . الخلاف الذي نتمنى أن توفق الكويت في علاجه ونزع فتيله . جميعنا إخوان وأشقاء وأحباب بجسد واحد ومصير مشترك . وما ينبغي السماح للطارئ العابر بصرفنا عن الإستراتيجي . صحيفة الرياض السعودية نشرت بعددها (803) خبراً مثيراً ! يقول عنوانه العريض: - نزاهة- تكشف عن 400 شبهة فساد ! - نزاهة- هي الهيئة الوطنية السعودية لمكافحة الفساد . يقول الخبر أن - نزاهة- تلقت (20) مليون رسالة عبر الجوال ! و(25) ألف بلاغ عن قضايا فساد ! تعاملت معها جميعاً . حيث رفعت 400 مشروعاً حول الفساد بمختلف أشكاله ! رئيس الهيئة أكد أنه لن يتم التشهير بأحد إلا بعد صدور الحكم . تصوروا معي : (20) مليون رسالة و(25) ألف بلاغ ! لكن لا الهيئة ولا الصحف تقدم على التشهير قبل صدور حكم ! إلتزام صارم ومسؤول بقاعدة - المتهم برئ حتى تثبت إدانته- ! أما عندنا للأسف فإن أية شبهات أو مدسوسات تُنشر وتُبرز ! إدانات وأحكام تُصدرها بعض الصحف والمجالس والمنتديات ! لا تضبطها عقيدة ولا تحكمها أخلاق ولا يحاسبها ضمير ! أحكام بعضها بمثابة إغتيالٍ كاملٍ لشخص أو أسرة أو مؤسسة ! والغريب أن صحفاً تعود و- تتملص- وتمشي في ثياب الواعظينا ! الظلم ظلمات و- البتسوِّيه كريت بتلقاه في جلدها- . يا لنصيحة ، اليوم بفلوس وغداً ببلاش .