وما زلت أتجول حافي حالق آمناً مطمئناً في ردهات وحدائق النادي الكاثوليكي.. آمناً مطمئناً فقط لأني في حراسة أحبابي «الإخوان» الحبيب علي أتبرا والصديق حسين خوجلي والوزير السابق الذي أضاعه «الإخوان» السموأل خلف الله وأي فتى أضاعوا.. أخلف «رجلاً» على «رجل» وأنا أحاور «صقر» الانقاذ الدكتور نافع.. أحمل له صحف وصحائف الاستاذ مالك طه.. متوقفاً عند كل سؤال ومتعجباً.. دهشاً.. من كل إجابة.. ومالك يسأل الدكتور.. والسؤال نصاً هو «لكن كيف تجرى الانتخابات والمؤتمر الوطني في الحكم؟؟» ولن أتوقف ثانية واحدة عند الإجابة.. لأن الإجابة تفضح بشكل لا يصدق معلومات الدكتور نافع.. الذي قال مجيباً على السؤال.. «منذ الاستقلال كانت الانتخابات تُجرى وهناك حكومة قائمة».. نعم يا دكتور كانت كل الانتخابات تُجرى وهناك حكومة قائمة.. ولك نقول أولاً الرجل يسألك عن «المؤتمر الوطني» والذي هو «الحكومة».. ثانياً وحتى قبل الاستقلال فقد جرت الانتخابات الأولى إبان عهد «الاستعمار» الذي أتى بالهندي «سكومارسن» لاجراء تلك الإنتخابات.. ثم الإنتخابات الثانية كانت بعد أكتوبر وأُجرِّيت على يد الحكومة الانتقالية.. ثم الإنتخابات الثالثة التي دهستها خيول الانقاذ في 89 وأجريت في عهد الفترة الانتقالية برئاسة المشير سوار الذهب.. ونأتي إلى السؤال المزلزل والذي أبداً تهرب منه الانقاذ هروب الصحيح من الأجرب.. بل هو السؤال الذي ما أن تسمع به الانقاذ حتى تتحسس مسدساتها أو حتى بنادقها.. فإلى السؤال: «المطالبة أن تكون هناك حكومة انتقالية لإجراء الانتخابات؟؟» والآن إلى الإجابة الزلزال.. بل إلى الإجابة المتسربلة بالدهشة المؤتزرة بالعجب.. المحتشدة بالمرح.. أجاب الدكتور نصاً «هل سمعت بانتخابات في أمريكا أو بريطانيا.. أو سويسرا أو ألمانيا حلت لها الحكومات القائمة؟؟» يا دكتور لقد كانت اجابتك سؤالاً.. والآن اسمح لنا أن نغرقك بسيول من الأسئلة.. وقبلها دعني أقول «يا راجل» مالك وبريطانيا.. ومالك و سويسرا.. ومالك وألمانيا.. ومالك وأمريكا.. «ياخي» قول الاكوادور أو بوليفيا.. أو الأرجنتين.. أو حتى بنغلاديش.. وكل دول جنوب شرقي آسيا.. ونسألك هل يمكن أن يفوز أي حزب أو أي أحزاب مؤتلفة ومجتمعة.. على الحزب الوطني في عهد مبارك حتى لو أشرف على تلك الانتخابات مجلس الأمن بأعضائه ال15.. وهي يمكن لأي حزب وطيلة عهد صدام أن يفوز على حزب البعث العربي الاشتراكي.. وهل يجرؤ أحد أن يخوض أو حتى يفكر مجرد التفكير في منازلة اللجان الثورية في عهد «المطمور» القذافي؟؟ في بريطانيا.. فاز المحافظون ودخلوا عشرة داونستريت وأخرجوا منه بأوراق الاقتراع توني بلير رغم أن الإنتخابات قد جرت وحزب «توني» حزب العمال كان يملك كل السلطة.. ويمكن «بكرة» الشعب الألماني يطيح ب«ميركل» مستشارة ألمانيا.. وهي في السلطة تماماً.. أما أمريكا.. فقد كنس الديمقراطيون بقيادة «أوباما» كل آثار الجمهوريين وأخرجوا «بوش» الذي جرت الانتخابات في عهده تماماً.. وختاماً يا دكتور.. أقسم بالله الكريم و «أحلف» بالذي رفع السماء بلا عمد أنه لو قامت الانتخابات والمؤتمر الوطني يمسك بكل السلطة ويتمدد في كل بوصة من جسد الانقاذ.. أنه لو ترشح مولانا أبو هاشم في جنينة السيد علي إذا سميت دائرة وترشح أي «زول» من المؤتمر الوطني.. لهزم مولانا بفارق هائل من الأصوات.. ولو ترشح الصادق المهدي في «جامع» الانصار ضد أي مواطن من المؤتمر الوطني.. لإنهزم الصادق ما دامت «الصناديق في حفظكم وصونكم.. وما دامت مفوضية الانتخابات طوع بنانكم.. وما دامت لجان الفرز تحت عيونكم.. مع السلامة يا دكتور لكن دعنا نقول لقد أدخلتم أدباً جديداً في عملية الانتخابات.. إنها المرة الأولى التي نسمع فيها «باخلاء الدوائر» وانه لعجيب وغريب ومدهش.. أن تدفعوا ببعض عضويتكم لتصوت لمرشح من حزب آخر ولا داعي للتسميات حتى لا يصبح ذلك تشهيراً أو تحقيراً..