أشياء كثيرة في عالمنا لا نستيطع أن نجد لها تفسيراً معيناً.. وهناك أفكار وتفاصيل وأحداث تأتي وتمر دون أن نتمكن في فهم كنهها.. وتفاصيلها .. فالحياة غريبة بعض الشيء.. ومفاجأة .. وقد تكون قاسية .. ولكنها ممتعة في تجددها في تجذرها في تقلباتها.. احياناً أفكر في أن حبة رمل واحدة يمكن ان تخل بميزان كامل .. وتارة اخرى اذا انهار جبل كامل لا يغير في الأحداث شيء... وأطرف ما مر علي طرفة سمعتها من صديقة لي .. ولكني فكرت فيها بمنظور مختلف وساقتني الى ما سبق .. الطرفة تقول إن زوجها يمر فترة الوحم معها اثناء الحمل.. يشتهي اشياء ويكره اشياء .. وتتحسس معدته احياناً .. ولا يحدث هذا الا عندما تكون حاملاً وفي وفترة الوحم فقررا معاً ان هذا مشاركة فعالة من زوجها معها في فترة الوحم.. يعني (بتوحم معاها). تخيلوا سيداتي لو كانت هذه فكرة شائعة .. ولو مرت فترة الوحم على كل الرجال دون فرز.. هل ستعم الفوضى.. ام سيتفهم الرجال تلك المرحلة جيداً.. وايضاً تخيلوا يا قبيلة الرجال لو أنكم تمرون بتلك المرحلة القاسية.. كيف كانت ستكون حياتكم.. لابد من أنها ستكون فوضى.. فأنا اؤمن بالتفصيل .. اي اؤمن بأن لكل كائن تفصيله الخاص ولا يمكن ان يتفق في كل التفاصيل مع آخر قد تكون هناك حالات شاذة ولكن لا يمكن أن تكون حقيقة مطلقة.. واقع: نظر إليها وهو يحاول أن يقرأ أفكارها .. تعابيرها ولكن دون جدوى فهي اكثر غموضاً مما اعتقد.. بالمقابل كانت تفكر هي في أنها مفضوحة .. وكل تفاصيلها مقروءة بالنسبة له، لذلك هو يتصرف بتلك الطريقة الباردة.. والمبهمة.. وكلاهما يضيعان في زمن اللقاء.. كل بأفكاره الخاصة.. دون أن يحاولا أن يتبادلا الأفكار ويمحوان الغبرة.. وضاع زمن آخر من لقاء جديد.. وضاعت احلام اخرى من قلبين يبكيان على فراقهما في صمت، وعقولهما تفكر وتحلل وتقرر كل على حدة.. وكل ينصب محكمة للآخر يكون هو فيها المجني عليه والحكم والجلاد.. وتبكي القلوب على ما يفوت .. وتتألم على ما يمر .. وتبقى العقول تصفق لعبقريتها المزعومة بالفكرة .. بالمنطق .. بالقوة.. المأخوذة من خيالات الوهم..