خوفي على أبنائي من وسائط الإعلام الجديدة (Neuo Media) صحيح أنهم أحذق مني في التعامل معها إلا أني أكثر حصانة منهم في التعاطي معها. وصلتني رسالة مطولة عبر (الواتس آب) فحواها أن شاحنات ضخمة محملة بالشمام المستورد من اسرائيل إلى المملكة العربية السعودية، ثم ضبطها وفحص الشمام، ووجد أنه محقون بفيروس الإيدز.. وتحوقل مصدر الرسالة- وهو عسكرية في حرس الحدود السعودية- ثم كتب آية الكرسي باتقان داعياً إلى نشر الرسالة لتعم الفائدة.. ولتعم الفائدة كذلك قام أحد منتسبي إحدى المجموعة (الموتسبة) التي انتمى اليها قام (بفك الرسالة في المجموعة)، ولتعم الفائدة من وجهة نظري عليه بالآتي: (لا أحسب أن الشمام مَحْضَن لفيروس الإيدز، ولا أحسب أن عدوى الايدز تنتقل من الشمام للإنسان، وما أحسبه هو أن من صنع هذه الرسالة (المجنترة) هو إما جاهل كذاب، أو حاذق يريد أن يعرف مدى (عمق) ضحالتنا. ورسالة أخرى تستدرج قارئها إلى أن يؤدي قسماً بلا نية.. فيقول:(أقسم بالله العظيم أن أنشر هذه الرسالة لأكبر عدد استطيعه من الذين أتواصل معهم)، وبجانب هذه العبارة هناك صورة مصحف وصورة مسبحة وصورة كف مصفوف الأصابع إلى أعلى، ثم يقول لك: أنت أقسمت، إذن أنشر.. وهذا استدراج لا أخلاقي.أما رسائل (أنشرها وستسمع خبراً ساراً في هذا اليوم).. فكثيرة جداً وينقسم الناس حول (بوستات الواتس) من هذا النوع إلى أقسام عدة أهمها الذين يقولون: (أنا ما خسران حاجة أنشرها، فإذا جاءني خبر سار هو المطلوب وإلا فما الضرر) ولكن الضرر هو نشر الجهالات.ونوع آخر يعتقد في هذه الخذعبلات ويؤمن بها إيمان العجائز، ويقوم بنشرها ويحض أمثاله على نشرها، وأما النوع الثالث وهو النوع المتمرد على الخرافة، وهو الذي يرد عليها مبصراً بها ثم يزيلها فوراً مبتغياً بذلك وجه الله تعالي. في زمان مضى كان الناس يقولون (الشيطان شيخ من لا شيخ له)، والآن نقول: (الواتساب وإخوانه شيوخ من لا شيوخ لهم) والرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري، هذا عالم فاسألوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، وهذا ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري، وهذا جاهل فعلموه.. ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري وهذا أحمق فاجتنبوه. ولكن من الرسائل الطريفة التي نشرتها طوعاً تلك الرسالة التي تحمل صورة طست مليء بالملابس المغسولة لتوها وكتب تحت الصورة: ( أنشرها وستسمع خبراً ساراً خلال هذا اليوم). فاللهم بعيداً عن البوستات والتغريدات أسمعنا وأرنا خيراً وأجعل الخير في قلوبنا وجيوبنا... آمين.