قبل أكثر من أربع سنوات اتخذ مجلس الوزراء المحترم قراراً بترحيل كل الوزارات من شارع النيل في عملية لها أكثر من اتجاه ولازال القرار محلك سر.. وبلا تحديد من أي وزارة لموعد الرحيل والأسوأ أن بعض الوزارات تواصل إعادة مبانيها وتضيف الجديد إليها.. في تجاهل كامل للقرار.. واسمحوا لي أن أقول.. ربما رحل النيل.. ولكن أن ترحل الوزارات من شارعه فلا وألف لا. لا مفاجأة في نتيجة المنتخب مع نظيره الغاني كما أجمعت على ذلك القنوات الفضائية ولا دهشة في النتيجة كما يرى المحللون.. ولا استغراب فيها فالمنتخب الوطني بذل وعرق واجتهد وهذه واحدة.. وكرة القدم لا تلعب بالتاريخ ولو كانت كذلك فتاريخنا أفضل - وكل ما هناك أن منتخبنا صاحب الحظ العاثر حرمه حظه من الانتصار والانصاف يقول أنه استحق الفوز.. والمفاجأة الحقيقية أن الذين يتحدثون عن المفاجأة تفاجأوا بغانا التي راهنوا عليها «سيوسيوه» في مخالب صقور الجديان. من داخل منتخب الوطن الكبير نقول النظرة للهلال الوطن الصغير أن لاعبيه تمرسوا «وتمكنوا» وأصبحوا أصحاب قدرة في مواجهة المنتخبات.. بقدر قدرتهم على مواجهة الفرق المنافسة فلاعبو الهلال في كل خانة «حاجة ما تخلص» وفي كل الخطوط «تمام التمام» وعفواً فالحديث عن منتخب السودان - يقودنا للحدث عن داخل السودان وماداخل الهلال هو الهلال أولاً والهلال ثانياً وأخيراً وفي أخيراً هذه فليدخل مع الهلال من يدخل فالماعون كبير والسودان لكل الألوان. بالمناسبة قبل فترة طويلة كتب الزميل الرائع عبد المجيد عبد الرازق مقترحاً أن يلعب فريق الهلال باسم منتخب السودان وأيدت شخصياً مقترحه وضربت مثلاً بدينمو كييف والذي لعب باسم منتخب الاتحاد السوفيتي.. واضفت مطالباً بأهمية أن يتولى أمر المنتخب المدرب ميشو الذي صنع الهلال. وامتدت صناعته هذه «قالباً» للمنتخب الوطني رأساً على عقب وبعيداً عن أي تعصب فمرحباً بأي لاعب كفء من أي فريق آخر بالمنتخب وسط لاعبي الهلال فالمنتخب منتخب الوطن والوطن للجميع. دخل النفطي إلى قائمة المصابين بالمريخ التي كلما خرج منها لاعب دخلها آخر وهذه القائمة إن لم تكن في زيادة فإنها على حالها دون نقصان. وبعيداً عن العين والمريخ المسحور والمعيون كما يكتب كتابه لجمهوره المسكين فليتناول أهل المريخ سر اصابات لاعبيهم.. ويضعوا الأحمر أحمراً والأصفر أصفراً فتحت هذه الاصابات «كلام كتير» يحتاج لإضاءة النور حتى لا تتفاقم بالمريخ الإصابات في الظلام. كم يكون جميلاً ورائعاً.. كم يكون الأمر منطقياً وعقلانياً.. إذا ما نسينا التعادل الذي حققه منتخبنا أمام غانا وطوينا صفحة المباراة.. فالفرح الهستيري بالنتيجة وتبادل التبريكات والتهاني «والضجة» القائمة ربما تضر بالمنتخب الوطني في المباراة القادمة.. من حيث شحن أفراده إضافة لذلك فالغانيون غاضبون ومولعون نار.. وإن أردنا الانتصار فالمطلوب مواجهتم على نار هادئة والنار الهادئة تتطلب أن نطفيء نار الفرح الهستيري المولعة نار. أصدر الأستاذ ماجد سوار قراراً بتشكيل المجلس الاستشاري لوزارة الشباب والرياضة ويحمد له أولاً أنه ضم لمجلسه العنصر النسائي كما ضم رياضيين في مختلف التخصصات. وبالطبع لن يجد المجلس التأييد من كل الناس فليس في الإمكان إرضاء كل إنسان.. والمرجو أن يجد ما يقدمه المجلس رضاء الناس فهذا هو المهم.. خاصة والمجلس يضم «الاضداد» قبل أن يضم المتفقين في الرأي. والله المستعان. بالمناسبة العنصر النسائي أفسح له المجال في عدد من الهيئات والاتحادات والأندية وأعتقد أن هذه الخطوة الايجابية تضع «بنات حوة» في «المحك الصاح» فجميعهن ظللن يشكون.. من تغول الرجال على الرياضة وإبعادهن منها... وبالغت إحداهن وهي تقول إن الرجل هو المسيطر والممارس حتى للرياضة النسوية.. عموماً لا حجة للنساء بعد الآن ولتبرز النساء في الرياضة عضلاتهن ويا مرحباً بتلك العضلات. نفس الملامح والشبه.. نفس الاستقبال الذي وجده وأرغو بالمريخ وجده بالأهلي الليبي وذات «الهيلمانة» الإعلامية هي ذاتها.. «وده كلو عادي» ما فوق العادة هو نشر صحيفة المريخ لهذه الاستقبالات والاهتمام بوارغو.... ولا أدري هل تريد الصحيفة أن تقول أن المريخ فرط في لاعبه أم تريد أن تقول أن مصير وارغو بالأهلي الليبي هو مصيره بالمريخ؟! علماً بأن إعلام المريخ هو الذي جنى على وارغو وحوله من «مطلوب» إلى «مطرود». إرسال التهاني والتبريكات للاعبي المنتخب «حبابو عشرة» والأهم من ذلك هو تحفيز اللاعبين بالمال. فالتهاني والتبريكات مطلوبة جداً على جانب الدعم الأدبي والمعنوي.. أما المال عصب الحياة فهو الدعم المطلوب والواجب ممارسته.. أيها السادة وزارات ومؤسسات وشركات وبنوكاً وأفراداً.. «كفاية» برقيات تهاني وتبريكات وحفزوا أبطال المنتخب الوطني المستحقون للتحفيز بالمال فأهل الاقتصاد يقولون «الكاش يقلل النقاش».