الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: كان المسلمون يرتجزون في بناء الخندق ويقولون: «والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لا قينا إن الألى قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا» فيوافيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول معهم آخر كل قافية فإذا قالوا إذا أرادوا فتنة أبينا يقول أبينا «يمد بها صوته» تفسير ابن كثير «3-225»، فكذلك اليوم والله وتالله وبالله لسان حال سكان ولاية سنار يقولون في واليهم / أحمد عباس أبينا أبينا، أهل الزراعة لهم قضايا ضده وأهل السينما لهم قضية ضده وأصحاب المدرسة اشتكوا منه والصوفية لهم ضده قضايا وبائع الخضار البسيط بسوق سنجة تأذى من الوالي وووووو شرائح المجتمع كلها هتفت ضده بلسان حالها وتارة بلسان المقال، وفي سلسلة حلقات اليوم نذكر واقعة كيف كفر الصوفية بشهادة «13» رجلاً وفيهم اثنان أعضاء بمكتبه القيادي ، والقصة كالآتي: لنا أرض تقع في مدينة سنجة شهادة البحث فيها باسم «مجمع الشيخ إدريس الإزيرق للدراسات الإسلامية، الشيخ محمد المنتصر»، هكذا مكتوب في شهادة البحث، والمجمع هو امتداد لمركز الشيخ إدريس، الكائن الآن وسط المدينة، وبنفسي أدرس فيه دورة علمية لمدة «90 يوماً» سنوياً ندرس مراجع وكتب متوسطة في الفقه والميراث وأصول الفقه والحديث ومصطلح الحديث والسيرة والتصوف والتوحيد وفنون أخرى، والحضور يزيد على أربعمائة طالب وتخرج منهم «11» عالماً في الميراث في آخر تخريج، ولضيق المحل صدقنا الأرض المعنية، وأغلب أئمة المساجد والدعاة يحضرون هذه الدروس، والمركز هو الكعبة العلمية منذ سنوات طويلة ولا زال، وأخمدنا فتنة ونعرة السلفية التكفيرية بالولاية عبر المحاضرات والمناظرات والمؤلفات وتخريج كوادر ملأوا الساحة «وهذا سبب العداء!.. وخلية الدندر السلفية الجهادية التكفيرية لها تفسيرات نناقشها في مقال قادم بإذن الله»، وعندما أردنا البناء وأنزلنا جزءاً من المواد، وقابلت معتمد سنجة «الزين الشيخ» الذي وجه مهندس المحلية باستخراج إذن بناء وأراد مهندس المحلية استخراج إذن البناء، فإذا بتوجيهات من أحمد عباس والي سنار فقام نائبه د. شرف هجو بقرار نزع الأرض وتخصيصها بسرعة ومباشرة لجهة أخرى، والد شرف رجل شريف وعفيف ومحترم كان يعمل حمالاً ويحضر دروس الشيخ الإزيرق الكبير وابنه الوزير حارب شيخ والده «من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب»، والإزيرق الكبير من الأولياء، فعندها كونت وفداً وذهبت للوالي في منزله بعد صلاة المغرب واستقبلنا وهو يلبس «عراقي بلدي» وعرضت له الموضوع وأخبرته بفقه الوقف في الشريعة وقانون الأوقاف لا يجوِّز نزع الأرض، وبينت له المراجع العلمية بالصفحات، فقال لي أنا سمعت أنك تتحداني، فقلت له في ماذا؟.. قال لي بعد قرار النزع أنت قلت ستبني، فقلت له قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...».. من قال لك ذلك فليأتِ بالبينة، وأكبر بينة أنني لم أحمل سلاحاً ولم أقد مظاهرة، بل حضرت لك أنت الوالي والآن أنا أمامك لكي ترد لي مظلمتي، فرد عليّ وقال أنت صوفي ومن القيادات، والصوفية يكتبون الحجاب والحجاب شرك والصوفية شرك فاستغربت جداً وجعلت أرد على كلامه بالكتب والمراجع فعندها تدخل أحد أعضاء مكتبه القيادي الذي كان جالساً معه وقال لي ما لهذا أتيت يا شيخنا، وحدث الوالي فسكت الوالي زمناً طويلاً «أدرك أنه قال ما لا يجوز قوله»، فدخل وأحضر عصير مانجو وقال حسناً سأصدر قراراً وأنصفكم. ونواصل