مسيرة طويلة في حقل التمرد ل«جلال حسن محمد» بدأت من الحركة الشعبية ومضت نحو حركة العدل والمساواة، ثم انتهت بالعدل والمساواة بقيادة «محمد بشر» التي قررت الانحياز للسلام، وبالقطع دفع جلال ثمن انضمامه لتيار«السلام» عندما اعتقلته العدل والمساواة «جناح جبريل إبراهيم»، حيث أمضى عاماً وشهراً وعدة أيام حبيساً، وفي ليلة ظلماء وبذات تاريخ الاعتقال هرب «الرهينة» سابقاً و«الحر الطليق» الآن «جلال» الذي بدأ رحلة الهروب من منطقة«مريام باى» بشمال بحر الغزال إلى «وليم ليل » بعد مطاردته ب«12» عربة تاتشر تحمل قوات تتبع للاستخبارات العسكرية لحركة جبريل إبراهيم أوكلت إليها مهمة إعادة الأسير الهارب حياً أوميتاً، وقصة «الفرار» المدهشه فاجأت بها حركة العدل والمساواة بقيادة «دبجو» الصحفيين أمس في مؤتمرها الصحفي بتقديم الهارب من الأسر جلال حسن محمد للرأي العام ليروي قصته وظلالها وانعكاساتها التي حتماً ستكون لها تداعياتها، بعد أن كشف المستور والمحجوب عن الأنظار لمدة عام وشهر وعدة أيام عن حقيقة الرهائن المحجوزين من قبل «حركة جبريل إبراهيم». قال «جلال» وهو يروي للصحفيين قصة الهروب من قبضة حركة جبريل بمنطقة مريام باي، وحقيقة سيره إلى مريام ليل إلى أن وصل إلى الخرطوم بعد مساعدة تلقاها من قبل رفقاء وأصدقاء كان برفقتهم عندما كان في الجيش الشعبي، وأشار جلال إلى أن حركة جبريل مارست معه كافة أساليب الترهيب والتعذيب وقادتهم في عربات مسلحة مقيدين بالسلاسل ودخلوا مقيدين في عربات الهجوم والمعارك مع الحكومة عندما كانوا في طريقهم إلى جنوب كردفان.. وحكى جلال في أسى بالغ- أظهره بالتوقف عن الحديث والصمت لمدة ليست طويلة أثناء سرده لقصة الهروب بمنبر سونا حين وصل لنقطة أن التعذيب الشديد له ولرفقائه في الأسر ذهب بنور عيني رفيقه أحمد إسماعيل من إقليم كردفان. وكشف سليمان عن تواجد قوات جبريل إبراهيم في شرق راجا بينما الأسرى في خور شمام، مشيراً إلى قيام بعض القادة بزيارات استفزازية لهم في الأسر من قبل جبريل إبراهيم عقب وصولهم إلى جنوب كردفان، لكنه أبان أنه بعد هذه الزيارة لم يأتي جبريل إبراهيم مجدداً، وقال الصادق يوسف زكريا الناطق الرسمي باسم الحركة: «صبرنا كتير على حركة جبريل وناشدنا إخوة كتار أن لا نحسم الأمر مع جبريل بالحرب الآن.. استنفذنا كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية لإعادة الأسرى.. ورئيس الحركة قبل أسبوع أصدر قراراً بأن كل الخيارات مفتوحة لإعادة الأسرى من حركة جبريل.. ونحن مجبورين، والرهائن الآن داخل دولة الجنوب لذا نناشد دولة الجنوب بإطلاق سراح رهائننا المتواجدين في دولتهم ورجوعنا للميدان لأنه الإشاعات خلقت تذمرً وسط الجيش والجيش لايدرك العمل السياسي.. ما في انشقاقات.. في خلاف حول وجهات نظر والمطالب بعضها استجاب لها رئيس الحركة دبجو نحن جادين في تطبيق الترتيبات الأمنية وجيشنا جاهز الآن لذلك، ولكن الحكومة ماعندها استعداد». وأكد جلال مشاركة حركة العدل والمساواة جناح جبريل مع قوات سلفاكير ضد رياك مشار في الحرب بدولة الجنوب، مبيناً أنهم قاموا بنهب وسرقة الأسواق وتجريد المدنيين من أموالهم في وضح النهار. لافتاً النظر إلى أنهم قاموا باستدراج السودانيين وأبناء دارفور عل وجه الخصوص وقاموا بتجنيدهم قسرياً للمشاركة في القتال ضد قوات مشار مما دفع بالنوير لاستهداف أبناء دارفور في الجنوب. وقطع بأن المتحركات العسكرية للجبهة الثورية في راجا يشرف عليها ضابط كبير في الأمن بدولة الجنوب وآخر يدعى بخاري أحمد عبدالله الجعلي.. وقال إن هروبه ووصوله للخرطوم «هبة» من الله. وكان نهار عثمان نهار قد قال إن أبناء دارفور أصبحوا وصمة عار بدولة الجنوب بسبب مشاركة حركة جبريل إلى جانب سلفاكير كمرتزقة في دولة أجنبية. واتفق كل من نهار عثمان نهار أمين شؤون الحركة والصادق يوسف زكريا الناطق الرسمي بالحركة على إعادة الرهائن الموجودين في يد حركة جبريل عبر استخدام كافة الوسائل، وأرسلوا رسالة عاجلة إلى دولة الجنوب للمساهمة في إطلاق سراحهم من داخل أراضيها باعتبارها أراضي دولة أجنبية وبعثت الحركة في مؤتمرها بعدة رسائل للحكومة وحركة جبريل والمجتمع الدولي ولجيشها بالميدان، وتمكنت من تسليط الضوء على قضية أسراها لدى حركة جبريل إبراهيم مجدداً وتلكؤ المؤتمرالوطني في إنفاذ اتفاق بند الترتيبات الأمنية والتحذير الشديداللهجة بالعودة للميدان والمربع الأول، بجانب أن كل الخيارت مفتوحة للقتال مع حركة جبريل، وحتماً ستكون هناك ردود لتلك الرسائل من قبل الجهات المرسلة لها، وستظل قصة الهروب مسيطرة على أجهزة الإعلام التي ستنقل ردود الجهات المتلقية لرسائل الحركة في الأيام القادمة.