السعاده أساسها السكينه والله سبحانه وتعالي يقول ( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ) ومن هنا جاءت كلمة السكن لان البيوت ينبغي أن تحقق السكينه لقاطنيها ولكي تتحقق السكينه ينبغي تحقيق الآتي : 1. منذ البدايه ينبغي إختيار موقع السكن مبنيا على أساس علمي رشيد يراعى فيه شروط السكن الصحي وأهمها أن يكون بعيدا عن الإزدحام والضوضاء وضجيج المدينه الصاخبه وبعيدا عن الملوثات الصحيه مثل محطات البنزين ومحطات الصرف الصحي والأماكن المزدحمه التي يكثر بها عوادم السيارات والتكتلات السكنيه وأن تكون بعيده عن المناطق الصناعيه التي يكثر بها الدخان والغازات الناتجه عن الصناعات . 2. ينبغي أن يراعى في البناء التصميم المعماري الصحيح الذي يراعي شروط السكن الصحي ومراعاة كود البناء ، ونحن نطالب أن يكون للسودان كود خاص به نظرا لاختلاف الطقس والظروف المحيطه في اطار المحافظه على معايير وضوابط السكن الصحي الذي وضعته المؤسسات الدوليه والامم المتحده و أهمها أن يراعى التصميم اتجاهات الريح والتهويه ودخول أشعة الشمس والاستفاده منها وتجنب أضرارها . 3. مراعاة المواد المستخدمه في البناء أن تكون صديقه للبيئه وكلما كانت هذه المواد أقرب مايكون للطبيعه كانت صحيه كما أنه ينبغي أن تكون مراحل البناء بطريقه علميه مرتبه تراعي ضوابط وشروط السكن الصحي . كما أنه ينبغي أن يكون موضع النوافذ ملائما في الموقع الصحيح الذي يسمح بدخول تيار الهواء بشكل انسابي ومناسب وأن تكون محكمة الغلق تجنبنا دخول الحشرات ومياه المطر التي تؤدي إلى أضرار بالغه بالمسكن . 4. أثناء مرحلة البناء لابد من الاهتمام بشبكة الصرف الصحي لانها في الحقيقه من اهم مقومات السكن الصحي وبالذات في الخرطوم لان مشاكل الصرف الصحي تفاقمت بشكل خطير نظرا لعدم وجود شبكات خارجيه تغطي المدينه ونظرا لعدم مراعاة الجوده أثناء انشاء المباني في الشبكات الداخليه للمباني مما يؤدي الى انسدادات في الشبكه الداخليه فينتج عنه روائح مؤذيه مما يجعل السكن بعيدا عن شروط السكن الصحي . 5. وعليه ننصح من اراد ان ينشئ بناءا عليه أن يحضر فنيين على مستوى عالي جدا من الجوده في بند السباكه ولا يبخل في أن يوفر في هذا البند لخطورته وأن يستعين بمهندسين أكفاء لمراجعة شبكة الصرف الصحي وإجراء التجارب اللأزمه عليها مع ملاحظة أن تصحيح عيوب السباكه تتكلف مبالغ باهظه . 6. مرحلة العزل الحراري والعزل المائي هامه جدا لمقومات السكن الصحي والمقصود بالعزل الحراري هو وجود طبقه عازله لأسطح المنازل والواجهات التي تتعرض لأشعة الشمس الحارقه بالذات في السودان وقد قمنا بعمل حائطين بينهما مادة الفوم في أبراجنا لعمل عزل بشكل طبيعي لتفادي اشعة الشمس بالذات في الواجهة الغربيه والعزل المائي المقصود به عزل الحمامات والمطابخ وكذلك الاسطح لتجنب تسرب المياه الى السقف الاسفل ويتم اختيار العزل بعد ذلك بملئ المساحه المعزوله بالماء لمدة 48 ساعه ثم ملاحظة هل تم تسرب الى السقف الاول وفي حالة وجود تسرب يتم إعادة العزل من جديد وللأسف الشديد كثير من المباني لاتقوم بهذا العزل وهذه مشكله كبيره تؤذي سكان الدور الأسفل بشكل كبير وتهدر الدهانات والديكورات لهذا الدور إضافه إلى أن أضرار المياه على حديد الخرسانه بالغ الضرر مع مرور الوقت يحدث صدأ ويضر بصحة المبنى بشكل مباشر وخطير . 7. ينبغي التخلص من النفايات بالمنزل اولا بأول وحبذا أن يكون هناك صندوق خارج المنزل مغلق غلقا محكما حتى لا تعبث بها الحيوانات الاليفه مثل القطط وغيرها ويتم إفراغه يوميا لانه بيئه خصبه وخطيره لنمو الميكروبات والبكتريا الضاره التي تنمو بشكل سريع لارتفاع درجة الحراره بالسودان مما يؤدي إلى إنتشار العدوى وقد يكون مسبباً خطيراً لحدوث الأمراض وبالذات في فصل الصيف وصدق من قال الوقايه خير من العلاج . 8. المياه النقيه بالمنزل من أهم ضرورات السكن الصحي وأهمها إختيار الخزانات الصحيه حيث أن مشكلة الخزانات في السودان خطيره جدا وبالذات استخدام خزانات الفيبر جلاس والتي تسبب مرض السرطان وقد قام المكتب الفني بشركتنا بعمل دراسه شامله على الخزانات بالسودان من ناحية الشروط الصحيه وسوف نفرد لها مقالا خاصا بها أن شاء الله . 9. كما أن التعامل داخل المنزل من أهم ما يحقق السعاده لساكنيه لان القيم الراقيه تجعل للعيش متعه وسعاده وأمان وأهمها الكلمه الطيبه والكلمه الطيبه صدقه إذا سادت في البيت تكون مظلة الحب والتوافق والانسجام وتولد الاحترام بين أفراد الأسره وتجنب الجدل والنزاع في الكلام يحقق الأمان والمحبه بين أفراد الأسره وتكون المسئوليه الكبرى على رب الأسره وبالذات في التعامل مع زوجته ينبغي أن يكون راقياً ومحترماً لأن الأبناء ينطبع في أذهانهم صورة التعامل بين الأبوين فعليهما أن يتغاضى كل منهما للآخر بروح العفو وسعة الصدر والكلمه الطيبه وبالتالي تنتقل هذه الروح إلى الأبناء ودلت الإحصاءات العلميه على أن الكثير من المشاكل النفسيه التي يتعرض لها الأبناء سببها النزاع الأسري بين الأب والأم . 10. تخصيص وقت يجلس فيه أفراد الاسره ليتباحثوا فيه عن أمورهم وحل المعوقات التي تواجههم وهذه نقطه خطيره قلت مع وجود الأجهزه والتقنيات الحديثه مثل الواتس والفايبر والفضائبات الجاذبه التي تستغرق أوقات أفراد الأسره وتهدر الروح الإجتماعيه الجميله التي سادت مع آبائنا وأجدادنا في الماضي حتى التجمع على مائده واحده للطعام تراه ربما يندر لبعض الأسر نتيجة تفاوت ظروفهم مع وجبات الطعام وقد أعجبني رجل كان جالساً مع أبنائه أنه لايأكل أحد في وجبة الغداء خصوصاً إلا إذا إجتمع أهل البيت جميعاً فكل منهم يعلم أنه لو تأخر عن هذا الإجتماع على الطعام بأن جميع الأسره لن تأكل حتى يرجع . 11. من أهم مقومات السعاده في البيت إحترام الاخرين داخل البيت وخارجه مع الجيران وتقديم العون وحل مشاكلهم والوقوف بجوارهم في الافراح والاتراح فهذا يجعل للحياة طعما على عكس مايكون من عدم التوافق والتناحر مع الجيران فإنه يعكر صفو البيت ولا يسعد ساكنيه وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره) ومن يتودد إلى جيرانه ويقدم لهم المساعده ويد العون والكلمه الحسنه فإن ذلك يعود إليه بالخير والسعاده والراحه والأمان وإني أتذكر جاراً لي بالإسكندريه في مصر كان ينفق أموالاً طائله جداً بشكل مبالغ لإكرام جيرانه حتى ربما يقدم هدايا باهظة الثمن لأبنائهم الذين يسكنون في أماكن بعيده ألاَ أن الجميل في الأمر أني وجدت الناس يتعاملون معه بحب ووفاء من القلب وكلما قابله جار له بالابتسامه والحب والكلمات الطيبه والشكر الجزيل على كرمه وإغداقه عليهم فكان سعيداً جداً بذلك ، وعلى العكس وجدت رجلاً مهموماً كره الدنيا ومافيها ويعيش تعاسة وحزناً وألماً لأنه تشاجر مع جار له وتنابز كل منهما الآخر بطريقه مسيئه وصدق الرسول الكريم حيث قال ( والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن قيل من يارسول الله قال الذي لايؤمن جاره بدائقه ) أي الذي يؤذي جاره . وفي الحلقه القادمه سنتكلم بإستفاضه عن شروط السكن الصحي والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل مهندس / صاحب شركة الحجاز للإنشاء والتعمير