ü الليلة كانت كبيرة وعظيمة الدلالات والمعاني من حيث الحضور وجلال المناسبة ومكانة المحتفى به في النفوس وفي الوطن، وفي هذه الفضاءات الأنيقة داخل نادي الشرطة ببحري. ü في الطريق وأنا أسرع الخطى مرت على الذاكرة العديد من «الأشرطة» والذكريات والمواقف التي جمعتنا بأستاذنا «أحمد البلال الطيب» والذي نكتب اسمه هنا بلا «ألقاب» ويكفيه لقباً أنه صاحب «مدرسة» فريدة في الصحافة السودانية وضعت بصماتها التي سيتوقف عندها تاريخ هذه المهنة ليكتبها بمداد ذهبي في سجل صاحبها والذي خبرناه صاحب «كلمة» وصاحب «موقف» و«رسالة» أداها ويؤديها بحماس وصدق وشفافية وقدرة على التحمل والصبر في سبيل إيمانه «بالصحافة» وبدورها بدون انحياز أو انتماء أعمى لهذه الفكرة أو تلك!! ü عضّد كل هذه المعاني الحضور «النوعي» من كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والفني والأدبي والدبلوماسي والرياضي والاقتصادي الذي شهد ليلة أمس الأول احتفال التلفزيون وتكريمه لصاحب برنامج «في الواجهة» والذي ظل يقدمه لأكثر من «11» عاماً دون عائد مادي.. وتكفي شهادة الأستاذ «محمد حاتم سليمان» مدير التلفزيون في البرنامج الذي عده من أكثر برامج التلفزيون مشاهدة وساهم بدور كبير في دعم «السلام» وتعزيز روح «الحوار» والحوار الوطني وإجماع الكلمة حول قضايا بناء الوطن. ü نعم التف في ذاك المساء الجميل نفر كبير حول «أحمد البلال»، وكان سعيداً بهذا الاحتفال.. وشكلنا نحن «تلاميذه» الأغلبية المريحة في الاحتفال وتسيّدنا المكان.. إلا أننا أفسحنا المجال لكلمات «الكبار» من رموز مجتمعنا بكل أطيافه.. فأسعدونا بما قالوه في حق «أستاذنا»، وكشفوا الكثير من المواقف والمحطات في سيرة هذا الصحفي السوداني «الرقم». ü ونكتفي هنا بما قاله السيد «مبارك الفاضل المهدي» بأن أحمد البلال لديه إبداعات منذ عهد «مايو».. حيث بدأ بتقديم برنامج «لو كنت المسؤول» و«الكرسي الساخن»، وانتهى ببرنامج «في الواجهة».. وكلها برامج كان لها بريقها ولها «ومضات» في ظروف «الظلام» في أنظمة «الشمولية» على سيطرة الحكومة على أجهزة الإعلام!! فهذا البرنامج يتيح قدراً وإضاءة على الأوضاع.. وصاحبه له قدر من الحرية والشجاعة في طرق القضايا التي تهم المجتمع.. وهو يشكل دون شك طاقة مهمة «يتنفس» منها المجتمع، و«سلط» الأضواء على القضايا التي تشغل بال المجتمع والساحة السياسية. ü وهذا «فيض» من «كلمات» قيلت في حق أستاذنا «أحمد البلال» في هذه الامسية المسربلة بثوب الوفاء والعرفان والمحبة.. وهي القيم التي قال لي عنها الصديق العزيز «د.عمر محمود خالد» ونحن في الحفل «دي الحاجات البتخلينا قاعدين في هذه الأرض ومع هذا الشعب ولا نملك سوى الانصياع لهذا الحب الجميل!!