إنعقد في منتصف شهر مايو المنصرم الاجتماع الرابع عشر لهيئة مشتركي شركة شيكان للتأمين بقاعة الصداقة بالخرطوم ، مقدم البرنامج الحصيف أشار إلى المفارقة القدرية الكامنة وراء موافقة الاجتماع ليوم الأربعاء الخامس عشر من رجب والرابع عشر من مايو ما بين انتصاف الشمس وانتصاف القمر، قلت وأنا مملوء بهذه الرمزية الموحية أن ذات الأقدار جعلت هذا الحفل الأنيق يقع في شهر الارتقاء والإلتقاء العظيم رجب الإسراء والمعراج ليحمل إلينا بلغة الأرقام التي لا تكذب حجم التطور الهائل الذي حققته الشركة في السنة المالية 2012م .. فبرغم تراجع نمو الاقتصاد العالمي بسبب أزمة الديون الأوروبية واستمرار الأزمة المالية الأمريكية والارتفاع الكبير في معدلات التضخم وازدياد نسبة البطالة وتردي البيئة الأمنية وتلوث المناخ الإستثماري بسبب انتفاضات الربيع العربي و انعكاس كل ذلك على الاقتصاد السوداني الذي يشهد بدوره تراجعاً في صادراته البترولية بسبب انفصال الجنوب وانخفاض سعر صرف العملة المحلية في مقابل إرتفاع أسعار السلع المستوردة والذي يقرأ بصورة جلية في انخفاض معدلات الناتج المحلي الإجمالي من 2,7% في عام 2011م . إلى 1,36% عام 2012م .. أقول برغم كل ذلك حققت شيكان طفرة هائلة على مستوى الأقساط المكتتبة التي بلغت في جملتها 601 مليون جنيه سوداني مقارنة بمبلغ 453 مليون جنيه للعام 2011م . بنسبة زيادة مقدارها 32,7% كل ذلك أتى نتيجة مستحقة لتحسين المنتجات التأمينية و تصميم برامج تسويقية موائمة لها من حيث مراعاة خصوصية المنتج التأميني الذي يحتاج إلى أقصى المهارات الإقناعية والتوعوية ، ويأتي كذلك بسبب تفعيل الاستثمار، وترشيد المصروفات، والإعتناء بالعملاء وإدارة علاقاتهم على نحو مميز. وقد ترتب على كل ذلك تحقيق فائض تأميني بلغ «71» مليون جنيه مقارنة بمبلغ «27» مليون جنيه في العام 2011م بنسبة زيادة بلغت 163% . وبلغت الأموال المستثمرة «88» مليون جنيه مقارنة بمبلغ «58» مليون جنيه للعام 2011م بنسبة زيادة بلغت 51,7% .. واضطرد النمو حين بلغ صافي أرباح حملة الأسهم مبلغ 2,15 مليون جنيه مقارنة بمبلغ. مليون جنيه في عام 2011م .. قد يعزي البعض المفارقة الهائلة بين العام 2011 والعام 2012م إلى ارتفاع معدلات التضخم .. أقول عند مقارنة حجم النمو بنسب التضخم يظل الفارق كبير ومؤثر مما يؤكد أننا أمام أداء ناجح يستحق منا الدعم والإشادة . وحتى لا نقع في فخ التبسيط نقول إن هذه المؤشرات على دلالتها تعكس جهد عام ولا تعبر عن قيمة المؤسسة إلا كما تمثل قطرة الماء مجرى النهر بأكمله .. فما يعبّر عن شيكان هو إضطلاعها بدورها المجتمعي المشهود والمنشود الذي يجعل بعض العامة يظنونها مؤسسة خيرية ولا تثريب عليهم فهي كذلك من جهة أنها تستقصد الخير وتستكثر منه فيما ينفع الناس ويمكث في الأرض .. وما يعبّر عن شيكان إهتمامها بنشر الوعي التأميني والرسالة التكافلية .. وما يعبر عن شيكان إعتبار الشركات المنافسة في سوق التأمين مراكز جاذبة ورصيد جاري للتجربة برمتها .. وما يعبّر عن شيكان ولوجها إلى عوالم محفوفة بالمخاطر دعماً للدولة والمجتمع كالتأمين الطبي والزراعي وتكافل القوات المسلحة .. وما يعبّر عن شيكان تمددها الرأسي والأفقي وبناؤها لشبكة عملاء ووكلاء واسعة النطاق تبعاً لتمددها الجغرافي عبر مكاتبها وفروعها المنتشرة ..وما يعبّر عن شيكان إنجازها لأكثر محفظة تأمينية تنوعاً على مستوى السوق المحلي والإقليمي وربما العالمي .. وما يعبّر عن شيكان جرأتها في بسط مظلتها التأمينية درءاً للمخاطر وتبديداً للمخاوف وتعزيزاً للأمن الانساني على أمتداد البلاد من أقصاها إلى أقصاها .