بسم الله الرحمن الرحيم وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: الكل في ترقب لدخول شهر رمضان المعظم شهر العتق والقرآن والتهجد والغفران، الشهر الذي أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، والذي ورد في فضائله آثار كثيرة منها في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك).. فمضاعفة الأعمال إما لشرف الزمان كعشر من ذي الحجة، وإما لشرف المكان كالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي المسجد النبوي بألف صلاة، وفي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة. وإما لإخلاص المسلم أو إكراما للحبيب صلى الله عليه وسلم كما في إكرام هذه الأمة، ولكن الصوم مستثنى من المضاعفة ذات العدد المحصور لأن الصوم يحوي أنواع الصبر الثلاثة صبر عن المحارم.. وصبر على طاعة الله.. وصبر على المشقة.. وفي الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الصوم نصف الصبر) وفي مسند ابن خزيمة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه (هو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة) وفي التنزيل قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).. فالثواب في الصوم لا يعلمه إلا الله.. أو لأن الاستثناء راجع للتكفير في الأعمال فقد ذكر ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف عن سفيان بن عيينة أن ابن آدم يأتي وله حسنات، فتستغرقها حقوق الناس فما يبقى له إلا الصوم فيقول الرب الصوم لي فيتحمل عنه الأوزار رحمة ومغفرة ويدخله بالصوم الجنة) فأقول للقاريء ما تسمعه من الجهلة بأن الشهر سيأتي في الصيف، وشدة الحر، وفي غلاء السلع والأسعار، فلا تلتفت، فالأجر كبير والرحمة واسعة وحفت الجنة بالمكاره والطريق إلى الريان فيه مجاهدة، فالبلد بخير والرحمة أوسع فعليك بالاستبشار بقدوم الشهر لأن تمني زوال رمضان من الكبائر. وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم خادم العلم الشريف بالسودان