مظهر الحزن الغاضب يبدو واضحاً على جميع ركاب سيارة الاتوس القادمة من مدينة بابنوسة الى مدينة المجلد ظهيرة ثالث أيام عيد الأضحى، وهم يتحدثون في محطة الركاب بوسط السوق عن قصة نهبهم من قبل المتفلتين الملثمين في وضح النهار ويصبون جام غضبهم على السلطات المحلية لعدم تأمين الطريق أو حمايتهم أو حسم أمر هؤلاء الخارجين عن القانون والحاملين للسلاح في الطرق المتفرعة من المجلد الى بابنوسة أو المقدمة أو البطيخ أو الدبب حتى بات الناس يسمعون يومياً عن عمليات لقطع الطرق في ظاهرة باتت تؤرق كل مواطني المنطقة، بل تعدتها أحياناً لحالات تهديدات مباشرة لتاجر داخل السوق أو الأسواق المختلفة، مما أدت الى مطالبة المواطنين والكيانات الشبابية مراراً وتكراراً للحكومة بضرورة فرض هيبتها، وبالأمس اسنتكرت قيادات من المنطقة توزيع بعض المناشير من قبل مجهولين تطالب قبيلة المعاليا باخلاء المدينة، في ظاهرة جديدة تؤسس لمشكلة قبلية، مما حدا بالعمدة أحمد مكي على الجلة بأن يشجب باسم قبيلة المسيرية هذا السلوك.. ويقول ل(آخر لحظة) إن أبناء المعاليا أبناء عمومة واصهار للمسيرية، وهم يرفضون هذا السلوك والمنشورات الفتنة، ولا يقبلون لأي كان أن يمزق النسيج الاجتماعي بقيام مشكلة قبلية جديدة، وأن الحكومة الولائية تعمل جاهدة لاحتواء كل الخلافات والشاهد في ذلك أن والي ولاية غرب كردفان اللواء أحمد خميس بخيت قد دعا في كثير من المناسبات الى قيام أجهزة الولاية بدورها لحسم المتفلتين من أجل استقرار المواطن والاستمرار في المشروعات التنموية التي تنتظم الولاية.. وقوله إن القوات المسلحة قادرة على حماية الولاية من المهددات الأمنية وحسم التمرد والمتفلتين وأصحاب الأجندة.. داعياً الفعاليات السياسية والأهلية لدعم جهود حكومة الولاية لاستكمال المشروعات التنموية والخدمية بالولاية، مؤكداً حرص حكومته على استكمال مؤتمرات الصلح بالولاية حتى تنعم الولاية بالاستقرار واتجاه مواطنيها للتنمية والإعمار، وآخرها مؤتمر الصلح الذى أقيم بالفولة بين قبيلة الرزيقات وحمر، والاستعدادات الجارية الآن لمؤتمر الصلح مابين بطون المسيرية أولاد عمران والزيود، لكن الشاهد أن الواقع غير ذلك، فالأمور مازالت خارج السيطرة إذ اختلط الحابل بالنابل.. يقول القيادي بالمنطقة وعضو المجلس الوطني محمد عبدالله ودابوك إن الولاية التي كانت قبل اتفاقية نيفاشا 2005م ولاية مثلها مثل الولايات الأخرى في السودان، وتم تذويبها بعد اتفاقية نيفاشا 2005م مهراً للسلام، وأصبحت جزءاً من ولاية جنوب كردفان، ولكنها عادت في العام 2013م ومعها جملة من المشاكل الأمنية اخطرها العناصر المتفلتة التي عرفت باسم حركة العدل والمساواة، والتي ظهرت بأساليب جديدة على واقع المنطقة وهو النهب والسلب ويضيف ودابوك- وهو يلقي باللائمة على الحكومة- مشيراً الى أنهم لم يلقُ بالاً على الأوضاع بالولاية، وعليها أن تعتمد أساليب جديدة للتعامل مع الأوضاع، وتغير من سياساتها بالتعامل مع من تحسبهم قيادات بالمنطقة لم يقدموا اي شيء للولاية سوى مزيد من الصراعات- وبحسب ودبابوك- أن المنطقة ابتلت بالحروب والصراع السياسي الذي أضر بالتنمية بمختلف ضروبها وهي منطقة هزات خصوصية استراتيجية لوقوعها المجاور لدولة جنوب السودان وكذلك دارفور، وزاد بأن لو وجه ما ينفق في كل هذا الصراع القبلي نحو الطرق والصحة والتعليم لكان أجدى وانفع، وجعل من المواطن مستقراً وليس خائفاً على حياته بحسب قوله، واستنكر تطور التفلتات الأمنية، ليشمل تهديدات منشورة مدسوسة لبعض القبائل قائلاً إن هذه أساليب جديدة لتوسيع دائرة الخوف والهلع وعدم الاستقرار، وتستوجب وقفة كبرى من كل قيادات المنطقة قبل الحكومة خاصة الإدارة الأهلية لأنه الأقرب الى معرفة تفاصيل ما يدور، محذراً من تكرار سيناريو حرب دارفور الذي بدأ بمثل هذه التفلتات الأمنية.. وانتهى بحرب لا تزر حتى الآن... على كل يبدو المشهد الأمني في تصاعد مستمر نحو عدم الاستقرار رغم الهدوء الحذر الذي شهدته الولاية الفترة الماضية، لكن بعودة مثل هذه الظواهر من نهب وتهديد تظل الأزمة في حاجة الى حسم وتدخل مباشر من الدولة لحماية المواطنين وفرض هيبتها وهذا ما ينتظره مواطنو الولاية.