الفنان القطري الكبير علي عبد الستار يعتبر من المع نجوم الغناء في الوطن العربي، وله سيل جميل من أروع الأغنيات التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب من المحيط الى الخليج.. القت آخر لحظة القبض عليه في مطار الخرطوم فور وصوله للمشاركة في مهرجان البركل السياحي، وانفردت باجراء حوار ساخن معه تحدث فيه بكل شجاعة واريحية ،وطفنا معه في العديد من الاتهامات والمحطات المهمة.. فمعاً نطالع حديث الفنان القطري العالمي علي عبد الستار... أولا: مرحباً بك أستاذ علي عبد الستار في وطنك الثاني السودان حدثنا عن هذه الزيارة؟ - أنا سعيد جداً بزيارتي الأولى للسودان وهي شرف كبير لشخصي واثلجت صدري لاختياري للمشاركة في مهرجان البركل السياحي خاصة، وأنني كنت اتوق منذ زمن طويل لهذه الزيارة لألتقي بالجمهور السوداني، خاصة وأن قطر تربطها علاقات متميزة جدا بالسودان ووطيدة سياسية وفنية وثقافية واقتصادية.. لذلك لم أتردد ولو للحظة في قبول هذه الدعوة، فأنا لدي أصدقاء كُثر من السودانيين المقيمين في قطر وساهموا معنا في بناء دولتنا، بل كل دول مجلس التعاون الخليجي بصورة عامة، لذلك أتمنى أن أسعد الجمهور السوداني بتقديم أغنيات جميلة خلال مشاركتي في هذا المهرجان الذي اعتبره وساماً على صدري. ٭ ألا تعتقد أن زيارتك للسودان تأخرت كثيراً رغم أنك فنان عالمي؟ - هذا كلام صحيح ولكن لم تتح لي الفرصة للحضور للسودان الموجود في قلوبنا، ولكنه ليس بغريب فأنا اعرف عنه الكثير، وفعلاً زيارتي له تأخرت كثيراً خاصة وأنني زرت كل البلدان العربية ما عدا السودان واليمن. ٭ ما حقيقة الخلافات بينك وبين قناة روتانا؟ - خلافي مع روتانا هو خلاف ود واتفاق على بعض البنود ولست الفنان الوحيد الذي حدث سوء تفاهم بينه وبين قناة روتانا، فأنا ابن روتانا واعتبر من مؤسسيها ومن أول الفنانين الذين تعاقدت معهم عبر نظرية الاحتكار فأنا الفنان الوحيد الذي احتكرته روتانا بعقد لخمس سنوات دون بقية الفنانين العرب، وعلاقتي مع القائمين على أمرها لم تنقطع حتى الآن فهي تبث كل أعمالي الى الآن ولكن اختلفت معهم في تجديد العقد. ٭ مقاطعاً: هل يمكن أن توقع عقد احتكار مرة أخرى مع روتانا؟ - الفترة التي وقعت فيها عقد احتكار مع روتانا كانت جميلة جدا.. والطرفان استفادا منها، ولكن اليوم مع كساد سوق الكاسيت والقرصنة فلن يستفيد الطرفان من توقيع عقد الاحتكار السابق بيننا، وليست من مصلحتي أومصلحة روتانا توقيع هذا العقد أو توقيعه مع اي فنان آخر، لأن السوق أصبح مضروباً، فكل التعامل الآن على الفيديو كليب ونقل الحفلات فقط وهذه هي الطريقة السليمة فلا ضرر أو ضرار فيها. ٭ بصراحة قدمت مؤخراً عملاً غنائياً جديداً بعنوان (هيا تعال) ضعيف جدا وجد الكثير من الانتقادات لأنه وببساطة أقل من اعمالك السابقة- رد سريعاً أغنية (هيا تعال) هي ثورة فنية لعلي عبد الستار في الحقيقة، لأن شكلها ولونيتها الغنائية جديدة على المشاهد وتم تصويرها في باريس وهذا منحها شكلاً مختلفاً، ولكن مشاركة فنان فرنسي لي في ترديد هذه الأغنية احدث نوعاً من البلبلة، فالجمهور لم يتوقع ذلك ولكنها أغنية فيها الروح الشبابية أكثر من اللزوم وأغضب أبناء جيلي قليلاً، ولكن في المقابل اكسبتني فئة كبيرة جدا من الشباب. ٭ بدأت مؤخراً في تقديم تجارب عبر البومات بعنوان أسفار علي عبد الستار الى ماذا تهدف من خلالها؟ - هذه الأسفار تجوب كل الوطن العربي واتغنى بكل لغاته وأهم أهدافها الدعوة للسلام عبر الموسيقى والغناء والثقافة وتقارب الصف العربي في ظل ثورات الربيع العربي الأخيرة، وتجولت خلالها في الكثير من الدول العربية وأحدثت ردود افعال كبيرة جداً والحمد لله، خاصة الأغنية المصرية التي قدمتها مع الفنان عصام كاريكا. ٭ بمناسبة ثورات الربيع العربي ألا تعتقد بأن دور الفنانين العرب كان ضعيفاً جداً خلالها؟ - ثورات الربيع العربي كانت حالات ذهول للجميع، والفنان في الأول هو مواطن عادي نعم لم تكن هناك جهود جماعية من الفنانين العرب تجاه هذه الأحداث، ولكن كانت هناك جهود فردية عكست دور الفن الذي يعتبر وسيلة مهمة سياسياً واقتصادياً ورياضياً وحتى تعليمياً، وليس للترفيه فقط فلم يعد الفن للحب والعاطفة فقط وإنما له أدوار كبيرة جدا وقدم بعض الفنانين أعمالاً لطفت الأجواء السياسية في الوطن العربي في ظل هذه الثورات ٭ بصراحة شديدة كيف ترى مستوى الأغنية العربية الآن خصوصاً وأنها متهمة بالهبوط ووصلت لمرحلة الغناء للحمار؟ - الأغنية مثل سلة الفواكه وباقة الورد كل شخص يأخذ منها اللون والطعم الذي يريده ويحبه، ولكن هناك بعض الأغنيات التي تخدش الحياء العام مثلما ذكرت يا عبد الرحمن في سؤالك من أغاني هابطة أنا حتى لا أحب أن اذكرها، ولكن ليس لديها اي تأثير على مسار الفن العربي لأنها تقابل بعشرات الأغاني الناجحة في كل البلدان، وفي النهاية المستمع يأخذ العمل الذي يشبع رغباته وعاطفته وثقافته، لذلك أنا أعتبر أن الفن بحر طويل، والعمل فيه متعب وعلى الفنان أن يحترم جمهوره عبر ما يقدمه لهم مثله ومثل القنوات الفضائية التي إذا لم تحترم الذوق العام، كما تفعل بعضها الآن سوف تكون قنوات هابطة، فإذا كانت لديها رسالة إعلامية صادقة سوف يسير الفن في الاتجاه الصحيح . ٭ انتشرت مؤخراً العديد من برامج المسابقات الغنائية لاكتشاف المواهب عبر القنوات العربية مثل (عرب ايدول) وأحلى صوت ونجوم الغد في السودان هل تشكل هذه الأصوات إضافة للساحة الفنية؟ -رد بسرعة لا أبداً فانا اعتبرها فقاعات فقط ليس إلا تظهر في شكل تجاري بحت دون أن تفيد الفنان نفسه لأنها تفتقد للدراسة والأكاديميات، ولكن للأسف لا أرى فيها أشخاصاً مؤهلين يقدمون الموسيقى لأجل الموسيقى، وليس لأجل تدخلات أخرى أو معارف أو شلليات أو تجارية، فأنا أحس فيها رائحة التجارة أكثر مع العلم بأن فيها أصوات جميلة تستحق التواجد في الساحة الفنية، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة ما هو مصيره ولاء الفنانين والفنانات بعد انتهاء هذه البرامج، فالفن ليس نجاح أغنية ولكن بالاستمرارية التي تبني الاسم الفني المحترم وأنا أضع خطين تحت كلمة (محترم) لأن الفنان إذا لم يحترم نفسه فيما يقدمه للجمهور فليس له قيمة في الساحة. ٭ مقاطعاً إذن أنت ترى بأن هذه النوعية من البرامج عديمة المعنى؟ -لا.. هي لها معنى تجاري فقط، وكما قلت مسبقاً هي مثل (الفقاعات) تظهر في وقتها فقط وتنتهي، والدليل على ذلك أن بعض هذه البرامج الآن في دورتها العاشرة وكل عام تخرج أجيالاً من الفنانين والفنانات، ولكن أين هم الآن؟ ومن منهم بنى اسم في الساحة الفنية، فهذا هو السؤال الذي يفرض نفسه حتى نتعرف على قيمة هذه البرامج وهل هي في المسار الصحيح أم أنها في المسار التجاري؟ ٭ علي عبد الستار فنان يبحث عن الخسارة من خلال إصرارك على انتاج البومات غنائية عبر شركتك الخاصة في ظل الكساد الذي يعم سوق الكاسيت ألا تخاف من الفشل والخسارة؟ - هذا صحيح ولكن أنا هدفي الأساسي ليس تجارياً في إنتاج هذه الالبومات وانتجها لحرصي على جمهوري الذي احترمه كثيراً، ويحترمني ويستحق مني أن أقدم له الأفضل حتى ولو ادفع مبالغ كبيرة من مالي الخاص، دون أن اتردد ويكفيني التواصل معه لأن الفن ليس ربحياً دائماً، فكلما دفعت فيه استثمرت فيه أكثر وأكثر وطوال عمري الفني لم افكر في الجانب المادي، لأن الفن هو رسالتي ومعتمد على الله وعلى نفسي في زمن هزات وزلازل سوق الكاسيت التي لا تصيب علي عبد الستار، فهي تأتي لكل الفنانين. ٭ مقاطعاً هل تعني بذلك أنك لا تسعى للماديات عبر بوابة الفن؟ - لا طبعاً فهي آخر شيء أفكر فيه ومعروف عني ذلك فأنا أول فنان خليجي يزور فلسطين ويعترف بها كدولة في زمن اشتعال المشاكل الكبيرة، واخترقت الحواجز الاسرائيلية وقدمنا عدداً من الحفلات فيها، وكان ذلك بعد مشاركتي في أوبريت الحلم العربي الذي شاركت فيه معنا الفنانة السودانية سمية حسن، وهو من الأعمال الجميلة والخالدة التي اعتز بها على الدوام، لأنه حقق الوحدة العربية ونجح فيما فشلت فيه السياسة. ٭ ما هو الدور الذي يفترض أن يقوم به الفنانون العرب من أجل الوحدة العربية؟ - تكثيف الأعمال المشتركة والمهرجانات والاوبريتات على شالكة الحلم العربي الذي هز كل الشارع العربي وقتها ووحد الكلمة والناس وهذا هو الدور الاسمى للفنان. ٭ ماذا تعرف عن الأغنية السودانية؟ -الآغنية السودانية لها طابع خاص وأنا متابع لها منذ فترة بعيدة من أيام أغنية المامبو السوداني للفنان الراحل سيد خليفة، والفن النوبي جزء منه يتبع للسودان أتابعه عبر فنانين مصريين، وكثير من الفنانين السودانيين سجلوا أعمال في استديوهاتي الخاصة في قطر واستمتعت باغنياتهم وتربطني علاقة خاصة بالفنان الراحل هاشم ميرغني، وكان أقرب أصدقائي فهو صاحب أفكار جريئة وجميلة، وكنت بصدد ترديد إحدى الحانه ولكن قضاء الله وقدره كان أسرع. ٭ علي عبد الستار كيف ينظر للمستقبل؟ -الفن لا ينتهي وليس له زمان أو مكان وموهبة الفن نعمة اذا لم يحافظ عليها الفنان فليس لها معنى في الحياة، فالفن ليس له حدود والموسيقى لغة علمية تخاطب العقل والوجدان، فالفنان مثل اللوحة الجميلة يراها الصغير والكبير ويستمتع بها، وانا بالنسبة لي العمر لا يحد من تقديمي للونية غنائية شبابية، فأنا فنان مخضرم عاصرت جيلين وما زلت بروح الشباب حتى الآن، وأتعامل معهم أكثر من الكبار لأنهم المستقبل. ٭ كلمة أخيرة لكل جمهورك ومحبيك في السودان؟ - بصراحة انشرح صدري لهواء السودان أول ما نزلت مطار الخرطوم والسودانيون ليسوا بغريبين عليِّ، فهم أصدقائي في قطر أتمنى اسعادهم وأن تتكرر زياراتي لهم.. كما اشكر صحيفة آخر لحظة على هذا الحوار الممتع.