٭ كثيراً ما وجهنا النقد المتواصل لإذاعات ال «FM» الخاصة عبر ما تقدمه من أغنيات خفيفة أكثر من اللازم ولا ترقى لمستوى البث، بجانب بعض مذيعاتها السخيفات وخفة دمهن المصطنعة ورشاقتهن غير المقبولة، وغيرها وغيرها من السلبيات التي تصاحب عمل هذه الإذاعات، ولكن مع كل ذلك حتى لا نجحف في حقها فهي تضم في خارطتها البرامجية برامج جيدة ومعلومات مفيدة للغاية وتناقش مواضيع هادفة تمس قضايا حياتية مجتمعية تهم المواطنين وتتطرق لها باستمرار وتجد متابعة واهتماماً عالياً جداً من الأسر ويتفاعلون معها بالرسائل القصيرة والاتصال المباشر، هذا بالطبع بعيداً عن شبكة الاتصالات الموحدة الطريفة من أشخاص لطيفين يتنقلون من إذاعة لأخرى ويتواصلون مع بعضهم البعض عبر الأثير ويشاركون في كل البرامج التفاعلية المطروحة. وبكل صراحة ودون أي تحيز أعتقد أن ما يقدم من برامج عبر الإذاعات وموضوعات هي أفضل من حال ما يتم عرضه في القنوات العاجزة تماماً أمام مناقشة القضايا المجتمعية وما يهم الأسر عبر مساحات مقدرة ومحترمة تفردها لذلك بعيداً عن صدى الأغنيات وبرامجها المكررة التي باتت لا تلبي حاجة المشاهد ومل منها وبات لا يرغب بها. ٭ فأنا حقيقة مستمع جيد لمعظم الإذاعات الهادفة التي تطرح مواضيع وقضايا تستحق الاستماع والمتابعة، فقد تعلمت ذلك من أبي وعمي رحمة الله عليه أستاذ الأجيال محمود أبوالعزائم عاشق الإذاعة السودانية الأول، فحتى آخر لحظة في حياته لم تفارق برامج الإذاعة أذنيه ويهتم بها كثيراً ويتفاعل معها عبر اتصالاته المباشرة والفورية بمقدميها ومخرجيها وأحياناً كثيرة بمدير الإذاعة نفسه يشيد بهذا وينتقد ذلك ويضع خارطة الطريق الصحيح للعديد من برامجها ويرشدهم للنجاح ويشجع أصحاب الموهبة، كيف لا يفعل ذلك وهو ملك برامج المنوعات عبر تاريخ الإذاعة السودانية الطويل، وحتى الآن فكل ما يقدم مستنسخ من برامجه وأفكاره التي تملأ مكتبة الإذاعة إبداعاً، عفواً هذا الكلام ليس تحيزاً لعمي أبوالعزائم، فهو ليس بحاجة مني لهذه الأسطر التي تتوارى خجلاً وتواضعاً من الحديث عنه، ولكنها الحقيقة والتي يعرفها كل أهل الإذاعة السودانية. ٭ لذلك أصر وأصمم على تفوق برمجة الإذاعات على القنوات الفضائية للأسباب التي ذكرتها مسبقاً، والتحية لكل القائمين على أمرها ولكن نقول لهم ما زال رجاؤنا فيكم أكبر من ذلك خاصة صاحبة الاسم على مسمى البيت السوداني وعرابها الجميل الأستاذ طارق البحر، وهوى السودان النقي من كل شوائب وأتربة ومفجرها الأستاذ عبود سيف الدين، هذه الإذاعة التي ولدت بأسنانها والصامدة، الإذاعة الرياضية رغم بعض الهنات، والمولودة الجديدة الرائعة هلا التي أعادت لنا صوت الوزير خالد من جديد وتركتنا نفتح معه الأبواب، والطبية التي انتكست مؤخراً عبر وعكة برامجية غريبة. ..و.. و.. و.. بحر الريد يا غالية نطلوا يا نغرق يا نعبروا كلو