ربع قرن من الزمان يمضي وبمثلها تكرمت حكومة الانقاذ على الدكتور علي الحاج وقالت له عفا الله عما سلف أيضاً.. لن ننسى كرم هذا الشعب الذي سئل ذات يوم كم مكثت الانقاذ منذ العام 89 وحتى العام 2014م..؟ فقال بكل الرضا يوماً أو بعض يوم.. ما أروع هذا الشعب المثالي إنه الشعب الذي يستحق التكريم.. وهو من عانق الفقر، واحتضن البؤس والمعاناة، وكابد الجوع، وصارع المرض، والتحف السماء وافترش الأرض، وكأن الخمسة وعشرين عاماً مرت وكأنها لحظات حالمة.. عدَّت كلمح البصر دون ضجيج وتحملها هذا الشعب بكل ما فيها في سبيل أن يكون له وطن آمن ومستقر.. منتهى الوفاء والاخلاص منتهى رجاحة العقل وحكمة المنطق، إنها قمة التضحيات يقدمها شعب هو مدرسة أساسها الوطنية القائمة على مبدأ العزة والكرامة، والمبنية على شرف الأرض والعرض.. فتحلو له الثمار ولو كانت حنظلاً،، لا تسقني كأس الحياة بذلةٍ .. بل فاسقني بالعز كأس الحنظل. فما بال الذين يتصارعون حول السلطة والثروة يَقْتلُون ويُقْتلَون إن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وشيطان لعين يلعن بالعقول ويسيطر على من خف وزنه ليبذر في نفوسهم الشكوك والظنون ويرمي بهم في دائرة الفتن، مستغلاً ضعف ايمان من غرتهم الحياة الدنيا.. فأين ما كنتم يا هؤلاء يدرككم الموت، ولو كنتم في بروج مشيدة.. أما إذا ما علمت الأنعام بما يعلمه الانسان عن الموت لما أكلتم منها لحماً سميناً ابدًا.. فلم التهافت والصراع حول السلطة..؟ ومن القادر على تحمل الأمانة التي أعرضت عنها وأشفقت منها السموات والأرض والجبال أن الجهل مصيبة ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.. لقد توعد الله سبحانه وتعالى الذين يختالون والطغاة المتكبرين والظالمين الذين يرعبون الشعوب ويحكمونها بغير رضاها ويتحكمون في مصيرها بقوة السلاح..! وشعوب تُشرد ويشتت شملها وتخرب بيوتها بحجة بسط العدل وكفالة الحريات وإشاعة الديمقراطية وشعارات الاسلام ترفع كمظلة تستظل بها أنظمة الحكم ولا عاقل يتعظ بغيره ماذا فعل الله بفرعون وقومه وطن ارسل الطير الأبابيل.. فكروا ايها الغافلون في تلك الآيات البينات «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» كيف يكون حالكم أيها الحكام العرب وأنتم الأقرب لليهود تتوددون اليهم وتطبعون علاقاتكم معهم برغم ما فعلوه ويفعلونه بالمسلمين يقتلون ويشردون يخربون ويدمرون ويقضون على كل اخضر ويابس (ربي اني دعوت قومي ليلاً ونهارًا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا).. ونخشى والله أن يقودنا هؤلاء لارتكاب المعاصي، ونصبح على ما فعلنا نادمين، اللهم أنت أعلم بما في النفوس وبما تخفي الصدور فلا تكل عبادك لمن لا يخافك، ولا يرحمهم اللهم خفف عن هذه الأمة المسلمة ما يصيبها من اذى ومن ذل واهانة انها أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي تهتدي بهدى رسولها الكريم امة مؤمنة عابدة ومهما اصابها من مصاب لا تجزع لا تيأس ولا تقنط من رحمتك التي وسعت كل شيء وستجزيها بفضلك خير الجزاء فهي خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فبشرها النبي بالشفاعة يوم القيامة اللهم لا تسلط على المسلمين مثل هؤلاء الحكام اللهم أنزع الملك منهم، واصرفهم عنَّا أنت مولانا فانصرنا عليهم، وثبتنا على ديننا حتى نلقاك ولاتجعل فينا شقياً لامحروماً من الجنة آمين ثم ابتسمت مثل شعبي.