ضحكت بالأمس وسخرت من شائعة أطلقها بعض ضعاف النفوس من المنتفعين و أصحاب المصالح الخاصة تشير- بدون أدنى خجل- إلى أن إدارة قناة الشروق الفضائية- الواعية- تفاوض الشفيع عبد العزيز لتولي إدارة البرامج فيها خلفاً لدكتورة اشراقة الطاهر- الشابة- بعد أن تمت اقالته من قناة النيل الأزرق واستبداله بمدير برامج- شاب- هو عمار شيلا- تخيلوا!! وقبل أن أضحك على مروجي هذه الشائعة السطحية تحسرت على ضيق عقولهم المريضة ومستوى تفكيرهم المتدني، وطرحت عليهم عدداً من الأسئلة المنطقية جداً وهي.. ماذا تستفيد قناة الشروق من الشفيع عبد العزيز لتفاوضه؟!!.. وماذا لديه من معين ليقدمه لها؟.. والأهم من كل ذلك هل الشروق في حاجة لخدماته في ظل وجود الدكتورة- الشابة- اشراقة الطاهر؟.. وهل إدارة الشروق الواعية يجانبها الصواب لتقدم على مثل هذه الخطوة؟.. والأهم والمهم لو تبقى للشفيع إبداع كان يفترض أن يقدمه على شاشة قناة النيل الأزرق قبل اقالته وينقذ برامجها المتهالكة التي تفتقد لخط السير عبر برمجة واضحة ومدروسة وليس كما هو الحال عليه برمجة حسب الطلب؟.. وغيرها وغيرها من الأسئلة الكثيرة والمنطقية التي تقف عائقاً أمام الترويج حتى لمثل هذه الشائعة، خاصة وأن هناك جانباً آخر مهماً جداً هو أن اتجاه الدولة بأعلى مستوياتها أعلنت بأن مرحلة القيادة القادمة هي للشباب، أو لم يسمع مروجو هذه الشائعة السطحية بذلك مع العلم بأن الأخ الشفيع كاد أن يصل سن المعاش. أولاً نطرح هنا سؤالاً مهماً جداً.. ماذا قدم الشفيع عبد العزيز لقناة النيل الأزرق طوال سنوات عمله فيها!!.. وأين أفكاره و إبداعاته البرامجية؟!.. وقبل كل ذلك قبيل أن نجرد حسابه، على ضعاف النفوس أن يعلموا جيداً بأننا نقدر مجهودات الأخ الشفيع طوال فترة عمله ولسنا شامتين- معاذ الله- على إقالته من منصبه فهذه ليست أخلاقنا التي تربينا عليها، والشفيع يعلم جيداً أننا لسنا من أصحاب المصالح والمطامع ونكتب فقط من أجل المصلحة العامة ولا نهدف لغير ذلك، ولا نسعى لخلق عداوات مع أحد أياً كان.. لذا هنا نقول ونكتب بكل صدق وأمانة ومهنية بأن الأخ الشفيع طوال فترة عمله بقناة النيل الأزرق لم يأتِ بعمل خارق غيَّر به مسيرة العمل التلفزيوني، فكل البرامج التي يقدمها عادية جداً، فقط نقل برامج التلفزيون القومي بأسماء مختلفة ومشابهة لقناة النيل الأزرق على شاكلة «مساء جديد» الذي يعود أصله لبرنامج «مشوار المساء» بالقومي و«ليالي» الذي يعود أصله لبرنامج «ليالي الطرب» بالقومي أيضاً وغيرها من الأمثلة، فهي ليست أفكارا جديدة ابتكرها الشفيع وابتدعها فهي موجودة أصلاً فما الجديد في ذلك، فقط ابتدع شيئاً واحداً وهو نقل الحفلات الجماهيرية داخل وخارج السودان «المدفوعة القيمة» التي أضرت بالعمل التلفزيوني كثيراً وصورت الشعب السوداني وكأنه شعب «راقص» تتقاطع الكاميرات في وجوه الحسناوات المرصعات بالذهب، وأفخر الثياب وسط موجات من «الهجيج» و«الجبجبة» من خلال نقلهم المتواصل لحفلات آل حاكم من الإمارات وحفلات اسبارك سيتي المحلية، دون مراعاة لذوق المشاهد السوداني الذي سئم ومل من هذه العبثية، لذلك هاجمناه ولم نصمت وقلنا من قبل هل هناك قناة تحترم مشاهديها تنقل حفلاً جماهيرياً مباشراً مدفوع القيمة ولمدة أربع ساعات في ثاني أيام العيد من إحدى الصالات، ويمكن أن يدخلها في نفق ضيق، وهل انعدمت برمجة وبرامج العيد لهذه الدرجة!!.. هذا بعيد بالطبع عن الحفلات «المعلبة» لشهور وشهور.. وغيرها وغيرها من الاخفاقات على مستوى البرامج. لذلك كما قلنا من قبل لا شماتة على إقالة الشفيع من منصبه لشيء بسيط جداً، وهو أن ذلك شيء طبيعي جداً وهي سنة الحياة فليس منا من يخلد في منصبه، سواء كان ذلك بشركاء جدد في العمل أو سواه، لأن التغيير من مسلمات الحياة لتجديد الدماء والروح في العمل وإفساح مساحات لمبدعين جدد بأفكار مختلفة. { حاجة أخيرة: غداً نتحدث بالمنطقية أكثر ونطرح سؤالاً مهماً للغاية على مروجي الشائعات هذه، وهو سؤال بسيط جداً.. الأخ الشفيع يجي الشروق عشان يعمل شنو؟.. ونواصل