رشح أن عابد سيد أحمد مدير قناة الخرطوم الفضائية من ضمن المرشحين للقناة القومية بمنطق أنه من الذين حققوا الاستقرار في المؤسسة الإعلامية التي يديرها، وهو منطق غير مستقيم، فكيف نرشح للقناة القومية من نجحوا في قنوات أخرى ونبعدهم عن المواقع التي حققوا فيها الإستقرار والنجاح، ونهزم تجارب مستقرة وناجحة، فالخرطوم القناة تعد الوحيدة المتطورة التي لم تشهد أي هزات رغم ضآلة ما تدعم به شهرياً من وزارة المالية الولائية.. وقد قال ذلك السيد والي الخرطوم- بعظمة لسانه- في مقابلة تلفزيونية إن ما يمنح للفضائية من دعم شهري حالياً أقل مما كان يمنح للتلفزيون الأرضي، وقوله إنه لم يكن يتوقع أن تصمد الفضائية التي قامت على أنقاض التلفزيون الأرضي المتعثر كل هذا الصمود، ومن هنا نقول إن ما تم في قناة الخرطوم نسف شماعة الإمكانات، فالقناة لم تشهد أي وقفات احتجاجية أو تظاهرات أو توقف منذ أن بدأت، ودخلت المنافسة برغم أنها ولائية بقوة مع القنوات الكبرى والعريقة برغم عمرها القصير وإمكاناتها المالية المحدودة، ووجدت الإشادة من السيد رئيس الجمهورية الذي لم يطلق طوال فترة رئاسته للبلاد إشادة صريحة بالصورة بأي قناة سودانية غير قناة الخرطوم، فالقناة وبامكاناتها الشحيحة استطاعت أن تكسب عمالقة أمثال عمر الجزلي، وكمال حامد، ويسرية محمد الحسن، بجانب جيل جديد من الشباب، وفتحت أبوابها لأهل الصحافة فكسبت خالد ساتي مقدم البرنامج الألمع في الساحة وآخرين، وكانت في كل الأحداث القومية تثبت أن الإمكانات ليست كل شيء، وطالعنا إشادة المجلس التشريعي بالولاية بها وقول رئيس المجلس إنه كان خائفاً من التجربة في بداياتها من أن توغل القناة في المحلية الخرطومية، فلا تجد لها مشاهدين، لكنها استطاعت أن تعمل بتوازن أكسبها مشاهدين داخل وخارج السودان، ونجدها لا تكتفي بذلك بل تنافس في كسب الشفيع عبد العزيز مدير البرامج الأميز في قنواتنا. الذي يحدث في قناة الخرطوم ببساطة أنها أكدت أنه ليس بالإمكانات المالية وحدها تنجح التجارب، وإنما بعلاقات الإدارة وقدرتها على استقطاب الآخرين وإدارة الموارد وتحريض العاملين على العطاء، وبالتالي نقف ضد ترشيح عابد لأي موقع آخر لأننا إذا نقلناه ووافق والي الخرطوم وصناع القرار في الحكومة الاتحادية على ذلك، ستكون غلطة الشاطر بألف، لتعريض تجربة مستقرة للتجريب والاهتزاز وكفانا تجارب وكفانا اهتزاز.