فأجاني صديق كريم بزيارة طويلة بمنزلي موضحاً بكل صراحة ووضوح أنه جاء إليَّ «لأن راسو مقطوع» وما عارف يمشي وين.. رحبت بزيارته وقلت له مازحاً.. رأسك مقطوع للدرجة التي أصبحت أنا فيها بدل فاقد أسبابو شنو؟!! قال يعني أنت ما عارف؟! قلت أكيد ما عارف أعرف من وين..؟؟ وأعرف من منو؟! قال تعرف من الجرايد الشغال فيها دي.. ولو ما بتقرأ الجرايد الشغال تعرف من الإذاعة والتلفزيون.. قلت هل أصبحت مهماً للدرجة التي تنشر فيها الجرايد وتنقل الإذاعة ويبث التلفزيون.. خبر رأسك المقطوع.. عشان أنا وغيري نعرف أسباب القطع دي وللدرجة التي تقطعوا فيها معاي جاف وتجيني في بيتنا وتقولي لي جيتك عشان راسي مقطوع وما عارف أمشي وين؟! قال يا زول ببساطة كده. الهلال هو القطع رأسي؟ سافر الهلال إلى تونس وسفر الهلال يبهدلني شديد ويديني فراغ كبير ما أعرف أعمل فيهو شنو. ü شوف أنا بطلع من المكتب طوالي لتمرين الهلال.. وبالمناسبة أنا مواظب جداً على التمارين. والمعز وعمر بخيت والبرنس ذاتو ممكن يغيب من التمرين لظروف الإصابة أو غيرها لكن أنا ما بغيب إطلاقاً وبصل الإستاد قبل حافلة اللاعبين وعربية المدرب وأغادر الإستاد بعد أطفاء الكشافات وفي المباريات كذلك وجني وجن سفر الهلال إن كان هذا السفر داخلياً أو خارجياً وهسع سفر الهلال لتونس عمل فيني عملية ما يعملا النجار في الخشب.... ولأني بتكلم في الهلال وبس قلت أجيك وأتونس معاك لأني زي ما قلت ليك ما عارف أمشي وين ورأسي مقطوع. هذا الصديق أو بطل الفيلم فيلمنا هذا أقدمه كنموذج للكثيرين إتجاههم ثلاثي هو الشغل. البيت الملعب وبالعكس.. يخرج الواحد منهم لعمله متجهاً إلى مباريات «العصر» ثم إلى مباريات الليل.. ويطلقون على مباريات العصر «الرمية» وعلى المباريات التي تقام مساءً «الأغنية» والتي تنتهي عند العاشرة ليعود بعدها هؤلاء إلى منازلهم لتبدأ دورتهم من جديد وبلا انقطاع وإن حدث الغياب من المباريات فالتمارين موجودة. وغيرهم من الرياضيين العاملين في مجال التحكيم والتدريب والإدارة كذلك يخرجون من «طلعة الصباح لانصاص الليالي». وهم يشكون بصورة عامة ولهم الحق من التعب والجري والشلهتة وأسرهم من زوجات وأبناء وأمهات وأخوات يشكون من غياب هؤلاء ومن عدم «شوفتهم» وهذه «الشوفة» لو حدثت فإنها تثير الدهشة والاستغراب وغالباً ما يكون صاحبها.. مصدع أو «محموم». يعني مرضان.. عديل كده... أما المرض الجد فهو مرض الوسط الرياضي.. الذي لا يتذكر في كثير من الأحيان رجالاً كانوا يوماً حضوراً لا يغيب وتواجداً لا ينقطع.... فغابوا «بالشديد القوي» فأصبحت زيارتهم على البعض مستحيلة والسؤال عنهم ممنوع.. ومد المساعدة لهم.. أستحي أن أقول عمل غير إنساني. ü والسؤال هل من آلية إنسانية وبخلق رياضي قويم.. تقام لإعانة رجال. وقفوا في الوسط الرياضي شوامخ.. ورقدوا والجميع عنهم يصدون؟!!