ورجل الأعمال وجدي ميرغني محجوب رئيس مجلس إدارة قناة النيل الأرزق الجديد، والمالك لأكثر من خمسين بالمائة من أسهمها يبشر العاملين في أول ظهور له معهم بعهد جديد وتطوير الكوادر والأجهزة وبيئة العمل، متفائلاً بمدير إدارة البرامج الجديد عماد فتح الرحمن باعتباره إضافة جديدة للقناة- أو كما قال- فإذا بكل الأحلام الوردية التي عاشها العاملون تكاد تذهب مع الريح، وهم يرون ويعايشون عكس ما سمعوا، والأزمات تطل برأسها بسرعة البرق مع استقالة نائب المدير العام والمدير التنفيذي، ومع الغموض الذي يكتنف مصير برامج رمضان والشهر الفضيل على الأبواب، وخاصة برنامج (أغاني وأغاني) الذي نفى مقدمه السر قدور أي توصل لاتفاق بشأنه مع القناة، هذا غير الهمس الذي يدور حول عضو مجلس الإدارة (المرِّكب) ماكينة مدير عام ويتدخل في شؤون عمل الإدارات. إن الأزمة التي تعيشها قناة النيل الأزرق الآن ليست مفاجئة للمراقبين، وكانت متوقعة للكثيرين منهم، خاصة وأنها بدأت مع عملية تحول الأسهم للشريك الجديد بعد مسلسل طويل الحلقات من الشد والجذب، ليأتي بعدها الانقلاب الإداري الذي أطاح بثلاثة من مديري أهم الإدارات، البرامج، التسويق والتنفيذ. هذه التطورات تمثل مؤشراً لما ستعانيه القناة بوضعها الجديد من عقبات وتواصل أزمات حتماً ستقودها لنهاية. ولأن (النيل الأزرق) هي قناة هذا الشعب والنافذة التي يطل عبرها بوجهه الحقيقي وإبداعاته المختلفة، ولأنها المتنفس له في زمان كاد أن ينفجر فيه مما يعانيه من ضغوطات حياة، فإننا لا نقبل لها هذا المصير، لذلك أقول للسيد وجدي ميرغني الذي لا أدعي معرفتي به، ولكني أعلم كما يعلم كثيرون أنه ابن بلد وسوداني أصيل ووطني غيور- بحسب تكريم رئاسة الجمهورية له بأحد أوسمتها الرفيعة من قبل. أقول له (دع الخبز لخبازنه) كما فعل الشيخ صالح الكامل الذي لم يتدخل أبداً في إدارة شؤون القناة لقناعته التامة بخبرة وحكمة ودراية مديرها العام الجنرال حسن فضل المولى، الذي صنع إدارته المختلفة من فسيخ القناة شرباتاً بنكهة سودانية خالصة ومررها من براثن التشيفر لها مجداً، وليسمح لي السيد وجدي مشكوراً أن أسأله بكل حسن النية وهو الذي ما دخل في الاستثمار عبر القناة إلا لأنها قناة ناجحة، وهو يعلم أن هذا النجاح أسهمت فيه بصورة كبيرة الإدارات التي قام بتغييرها.. لماذا التغيير.. أليس في ذلك ما يجتر وربما يرقى إلى مستوى اللغز!. وهو بالفعل لغز وأنت تغير مفاتيح النجاح بأخرى، يعتبر الإعتماد عليها مجرد مغامرة. عموماً وحتى نجد الإجابة نعد بالوقوف على كل صغيرة وكبيرة داخل أروقة القناة وعبر شاشتها وسنبذل قصارى جهدنا لوضع حد لعلامات الاستفهامات التي تتراقص في أذهان الكثيرين من أبناء وبنات هذا الشعب.. وذلك من باب حرصنا ودورنا كصحافيين وكمواطنين أصحاب حق في هذه القناة.