واليوم نرفع راية استقلالنا.. واليوم يا أحبة هو 15 أبريل.. واليوم يا أحباب هو آخر يوم للاقتراع.. واليوم يا إخوة.. وبعد أن انطوت أيام الاقتراع وقبل أن تظهر نتائج الانتخابات.. أرى البشر يعلو وجوه «الإخوان» وهم يقسمون برافع السماء بلا عمد.. أنهم قد اكتسحوا الانتخابات اكتساحاً أشد عنفاً وعنفواناً من سيل أبو قطاطي ذاك الذي «وكت يكسح ما يفضل شي».. وكيف لا يكتسحون الانتخابات وكل الفرق المنافسة من روابط الناشئين.. وهناك فرق تنافسهم وهي مثل فرق «الصندي» التي قوام لاعبيها هم من الذين تقاعدوا من سنين عدداً. أما أنا وبما أن يوم «مقاطعتي» هو اليوم الأخير.. ولأن «الحفلة» أو الليلة الخطابية ستكون حصرية على الإمبراطور وردي.. سأقوم بإضفاء لمسات سحرية أنيقة بالغة البهاء على «المسرح» الحديث بجانب أعلام السودان.. ستكون هناك أعلام حمراء ترقص مع دفقات الريح.. وبجانب البلونات الحمراء الملونة.. ستكون هناك شبكة من الثريات الملونة.. تعلو هامات الزهر والشجر.. وتبدأ الليلة ويأتي الإمبراطور وردي.. قامة وشموخ ومهابة.. يأتي مصطحباً صديق عمره.. وصفي روحه ذاك الذي وهب الوطن البدائع والروائع «الدوش». وتحية من وردي ل «عمر» يستهل الفرعون الليلة ب «بناديها» ينشد ويغني ويشدو.. وعيوني تفيض بالدموع.. ولكني «أجن» عديل عندما يصل إلى لمّا تغيب عن الميعاد بفتِّش ليهَا في التاريخ واسأل عنَّها الأجداد واسأل عنّها المستقبل اللسّه سنينو بُعاد بفتِّش ليها في اللوحات مَحَل الخاطر الما عاد وفي أحزان عيون الناس وفي الضُّل الوقَف ما زاد هنا يجتاحني كل جنون الدنيا.. أقف مسرعاً على الكرسي.. ثم أهتف ملء فمي.. سيزيد الضل.. قسماً سيزيد الضل.. ويأتي الفيتوري.. وتأتي ذكرى أبريل.. وتفوح في الحديقة روائح تلك الأيام العطرية.. وتتسلل أشعة النجوم وهي تبهر كاللآليء ويصدح وروي. وأنت عشقي حيث لا عشق يا سودان إلا النسور الخيال يا شرفة التاريخ يا راية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال فداً لعينيك الدماء التي خطت على الأرض سطور النضال داست على جلادها وهي في سجونه واستشهدت بجلال كان اسمها أم درمان كان اسمها الثورة كان العرس عرس الشمال كان جنوبياً هواها ويختتم الإمبراطور.. ليلة التاريخ.. أمسية العمر.. وكفي لا تكف عن التصفيق. ماك هوين سهل قيادك.. سيد نفسك مين أسيادك.. ديل أولادك وديل أمجادك.. ونيلك نيلك جرى قدامك تحت أقدامك رجع صداك وسجع نحاسك أرفع صوتك هيبة وجبرة.. خلي نشيدك عالي النبرة خلي جراح أولادك تبرأ.. كبروا مكان الضحك العبرة إلا يقينم فيك اتماسك.. يا الاصرارك سطراً سطراً ملا كراسك وتنتهي المقاطعة.. وألم الكراسي.. وأطفيء الأنوار.. ولكن تبقى الأعلام.. تخفق راقصة مع دفقات الريح.