صب قادة أحزاب المعارضة السودانية المدنية والمسلحة جام غضبهم عبر مواقع التواصل الإلكتروني على مجلس الأمن والسلم الأفريقي الذي قرر إرسال بعثة مراقبة رفيعة المستوى إلى السودان لمراقبة الانتخابات العامة التي ستنطلق غداً الاثنين في جميع أنحاء البلاد برئاسة رئيس الوزراء النيجيري السابق الو سانجو ابوسانجو، فقد كان المعارضون يعولون على موقف الأفارقة في مقاطعتها حتى لا تتسم العملية الانتخابية بالشرعية. منظمة الإيقاد ومعها الجامعة العربية زادتا من خيبة آمال التحالف المعارض، فقد اتخذتا ذات الموقف الأفريقي المؤيد للمشاركة في رقابة انتخابات 2015، ففي الوقت الذي قال فيه صلاح حليمة مندوب جامعة الدول العربية ؤن قيام الانتخابات استحقاق دستوري لا بد منه وإنها ستساهم في استقرار البلاد خاصة وأن الدستور المعمول به شاركت في وضعه كل القوى السياسية، أبان رئيس بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الإيقاد محمود عبدالله أن 30 مراقباً من منظمته وصلوا إلى الخرطوم للانتشار في الولايات. بمثل استغراب المعارضين ورفضهم لموقف الاتحاد الأفريقي الذي اتخذته الدول في اجتماع لها بالإجماع، أبدى حزب المؤتمر الوطني استغرابه لقرار الاتحاد الأوربي الذي رفض مراقبة الانتخابات، قرار علله الأوربيون بعدم انتهاء الحوار الوطني الذي قالوا إن فشله يمثل انتاكسة لرفاهية الشعب السوداني، لتعقب غضبة الحزب الحاكم غضبة أخرى من وزارة الخارجية السودانية التي استدعت ممثل الاتحاد الأوربي في السودان وسلمته مذكرة احتجاجية على تلك التصريحات التي تبنتها الممثل الأعلى للسياسة الأوربية والأمن في الاتحاد الأوربي فريدريكا موغريني بشأن الانتخابات. القرار الأوربي جعل المعارضة السودانية تتنفس الصعداء وأحيا فيها الأمل لتكثيف حملتها الداعية لمقاطعة الانتخابات، ولكن المؤتمر الوطنى بدا واثقاً بأن العملية ستتم بصورة شرعية بعد أن قررت دول ومنظمات إقليمية المشاركة في رقابتها، وقد عبر عن هذا الموقف مساعد الرئيس البروفيسور إبرهيم غندور في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة حينما قلل من عدم اعتراف الدول الأوربية بنتائج الانتخابات المرتقبة، وقال «إذا أرادوا الاعتراف بالانتخابات ونتائجها مرحباً، وإن لم يريدوا الاعتراف أيضاً مرحباً». حزب التحرير والعدالة القومي بقيادة د التجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور والذي تحول من حركة مسلحة قال على لسان أحد مرشحيه وهو محمد أحمد الشائب المفوض السابق بمفوضية حقوق الإنسان القومية، إن عدم مشاركة الاتحاد الأوربي وأمريكا في مراقبة الانتخابات لا تؤثر على نزاهتها ونجاحها طالما أن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي مشاركين في الرقابة، لجهة أن دول هذه المنظمات تمثل نصف دول العالم، مضيفاً أن هذه آليات إقليمية معترف بها من قبل الأممالمتحدة وأن الأخيرة تدعمها لأنها تعتبرها ذراعها اليمنى لتنفيذ برامجها وسياساتها، وبما أنها وافقت وأتت فلا حاجة لمراقبة الدول الأوربية حسب تعبيره. وقال الشائب الأوربيون والأمريكان يبنون مواقفهم تجاه ما يجري في السودان بناء على موقفهم من النظام الحاكم وهذا أمر مؤسف، مضيفاً أن الاتحاد الأوريبي إذا كان يدعم طرفاً ضد آخر فإنه يصبح غير محايد، مردفاً أن غيابه عن الانتخابات السودانية لا يؤثر فيها لأنها شأن داخلي ولأنهم يتعاملون مع الحكومة من خلال وجهات نظر أشخاص لا يمثل رأيهم الواقع في القطر. الكاتب الصحفي رئيس المنظمة السودانية للحريات الصحفية وصف موقف الاتحاد الأوربي والترويكا من الانتخابات السودانية بأنه بلطجة سياسية، موضحاً أنه لا يوجد ما يلزم أي دولة بأن تستورد مراقبين حتى يمنحوا انتخاباتها شرعية، باعتبار أن السلطة القضائية في البلاد هي التي تستقبل أية طعون من الوكلاء أو الناخبين، واصفاً موقف الاتحاد الأفريقي بأنه أتى التزاماً بمواثيقه.