المباحثات في «الصخيرات». ومباحثات اللليبيين الأعداء، أشبه بالنقش على الصخر، فهل هى مصادفة ان تكون هذه المباحثات في «الصخيرات». الاممي الضرغام برناندينو ليون، ليس يائسا. هو ظمآن، لكنه لا يجري وراء سراب. مثله يحلم بالسقيا- له وللآخرين - من نبع ينبجس من بين الصخور.. من بين الصخيرات! قوافل الليبيين إلى «الصخيرات» ظمأى. هم لئن كانوا قد سيّلوها فيما بينهم أنهارا من الدم، إلا أنهم- بينهم وبين أنفسهم- يدركون جيدا، أن الدم ( عمرو مايبقى مية) ! نهرُ الدم- مثلُ أي نهر- يُكذب الغطاس، أحيانا. الليبيون الاعداء لم ينذهلوا- إلا قليلا- عن هذه الحقيقة- وهُم بين رصاصة ورصاصة.. بين دانة ودانة.. بين رائحة بارود اختلط برائحة لحم إنساني، ورائحة لحم انساني اختلط برائحة البارود- لذلك.. لذلك، تركوا نهر الدم وراءهم، ولبسوا إرادة الحوار سترات نجاة من الغرق، إلى «الصخيرات» ! التصغيرُ، قد يكون للتعظيم أو التحقير.. قد يكون للتكثير أو التقليل.. والليبيون، وهم يلبسون الحوار سترة نجاة إلى «الصخيرات»، ما أرادوا إلا تعظيما لهذه البلدة المغربية الجميلة..وما أرادوا تقليلا.. و»الصخيرات» تفتح ذراعيها للحوار والأمن والإستقرار والطأنينة العامة.. والسلام والتعايش الحميم! انبجست «الصخيرات».. غسل الليبيون-إلا قليلا- أياديهم، وصفحات ضمارئهم، ووجوه قلوبهم، واستسقوا.. ولم يعد الضرغام «ليون»، ظمآن إلا قليلا! الحوارُ، نبعٌ.. والرصاصُ سراب.. وغدا.. يغتسل الليبيون الاعداء بالكامل: أياد ووجوها وضمائر، وييمميون أرجلهم مغسولة من وحل الدم المتخثر، شطر تراب ليبيا.. إخوة نظيفين، كما كانوا .. تفوح منهم رائحة الحوار.. نتائج الحوار.. وأطيب من رائحة الحوار، لم أشم رائحة. غدا .. تعودُ ليبيا، سيرتها الأولى.. واحدة بأرضها وشعبها، لاطبرق ولا طرابلس.. تعودُ بكل أشواقها إلى حاضر ليس فيه من رائحة للبارود ولا رائحة للجثث.. تعودُ بكل حنينها إلى مستقبل بلا صراخ أطفال ولا عويل نساء.. مستقبل لا تعكر لياليه ولا نهاراته قعقعة سلاح! .... و.... أيا هذا الضرغامُ.. أيها الأممي.. يا.. يا «ليون»، سقت كل مساعيك الأممية الحميدة، أي قطرة من هذا النبع.. أي قطرة من هذه « الصخيرات»!