حقق عدد من المرشحين المستقلين في السباق الانتخابي مفاجآت داوية حيث صرعوا منافسين بعضهم من المرموقين بالمؤتمر الوطني.. من أكثر النتائج التي لفتت الانتباه ما جرى في ولاية القضارف وتحديداً في دائرة محلية الفشقة.. حيث فاز المرشح المستقل مبارك النور على منافسه من الاتحادي الأصل المدعوم من المؤتمر الوطني، حيث لم يدفع الأخير بمنازل من بين صفوفه وتواثق مع حليفه «الأصل» ومع ذلك كان الفوز حليف مبارك. تجربة المستقلين جديرة بمعرفة تفاصيلها وكيف تحقق النصر.. أسئلة أجاب عليها مبارك الذي كان عضواً بالوطني ثم أسس مع آخرين منبر السلام العادل ثم غادره إلى الإصلاح الآن قبل أن يخرج عنه قبيل بدء الانتخابات.. كثير من التفاصيل يرويها النور في هذا حوار: ٭ يتردد أنك تمثل حركة الإصلاح الآن رغم الإعلان عن استقلاليتك؟ - هذا حديث فارغ وغير صحيح، أنا لست حركة إصلاح الآن، بل إنني كفرت بكل الأحزاب دون استثناء. ٭ لماذا.. رغم أنك كنت في المؤتمر الوطني وظللت تدافع عنه؟ - جربت المؤتمر الوطني ومنبر السلام العادل وغادرتهما إلى الإصلاح الآن ووجدت نفسي في ذات الدوامة دون حل لقضايا المواطن، وأنا جئت الآن بسند شعبي ورشحتني جماهير وليست حركة الإصلاح الآن. ٭ لكن واضح أنك تحولت لحزب الأهل والقبيلة؟ - وهل ستقولون عن كل مستقل فاز هذا الحديث؟.. الحمد لله خضت الانتخابات ببرنامج انتخابي واضح وموضوعي ووفقت في الفوز. ٭ لماذا تركت حركة الإصلاح الآن رغم أنك نظمت زيارة تاريخية لدكتور غازي للقضارف؟ - طالبت من داخل اجتماع المكتب السياسي أن تخوض الحركة الانتخابات، ورفضوا مقترحي، بل إنهم اشترطوا عليّ إما سحب ترشحي أو تقديم استقالتي ولم أتوانِ في تقديم إستقالتي. ٭ هل تحدث معك رئيس الحركة حول الأمر؟ - نعم تحدث معي د. غازي صلاح الدين وقال لي يجب أن تنسحب أو سيتم فصلك، فقلت له قراراتكم على العين والرأس واستقلت. وبهذه المناسبة أقول إن التقدير محفوظ لدكتور غازي وهو شخصية محترمة ومؤدبة وهو سياسي محنك سيفيد السودان لو أتيحت له الفرصة. ٭ لكنه فوز ضعيف من جملة المقترعين؟ - في النهاية نحمد الله أننا منحازون للجماهير وليس بيننا وبينهم حاجز. وقد أحرزت (4695) صوتاً، من جملة المقترعين البالغ عددهم (21) ألف ناخب، وما يؤسف له أن المواطن قاطع الانتخابات، فالدائرة بها (60) ألف مواطن ومواطنة يحق لهم الانتخاب. ٭ أصبحت نجماً بعد أن صرعت مرشح الأصل المدعوم من الوطني، كيف حدث ذلك؟ - أولاً والي القضارف أقام ثلاث ندوات في الدائرة، واحدة منها كانت في «حلتنا» وكان يقول للمواطنين نحن عندنا «ستة شجرات وعصاية»، في إشارة لرمز الأصل، وحرص على زيارة منطقة «أبونزا» بعد أن علم أن أهلها معي، وأقول لك إن المعتمد استقل سيارات الحكومة، في الحملة الانتخابية وقام بعمل غير قانوني. ٭ بالقوة التي يتمتع بها الوطني، هل توقعت الفوز- لا نريد إجابة على شاكلة نجوم كرة القدم توقعت إحراز هدف؟ - إرادة الجماهير كانت أقوى من المؤتمر الوطني، فالمستقل يمثل المواطن بينما المنتمي لحزب يمثل مؤسسته التنظيمية. ٭ هل نتوقع انضمامك لحزب؟ - «تاني ما بنضم لأي حزب»، والأحزاب لو بتفيد خليها تعمل حاجة ولو عندها خير هم أصحاب الأغلبية. ٭ قد تكون مؤتمر وطني وخروجك منه كان مسرحية؟ - أنا لست مؤتمر وطني ولو «عاوزين قسم نحلف ولو عاوزين طلاق نحلف»، أنت شخصياً يا أسامة تعلم ذلك وعملنا سوياً بصحيفة الإنتباهة. ٭ قطعك بعدم الانضمام لحزب لأنك لم تصل للسلطة عبرهم؟ - أنا الآن أحمل هموم المنطقة وهذا برنامجي في المرحلة المقبلة، لدينا مهجرون في خزان ستيت وعطبرة نزعت أراضيهم منذ أربع سنوات ولم يعوضوا وتم تهميش المنطقة وطلبنا مساواتنا بما حدث في مروي أو الروصيرص والمنطقة فيها مشاكل خاصة في منطقة الفشقة على الحدود الأثيوبية، وأؤكد لك أن قضية الفشقة أساسية في برنامجي. ٭ ألم يحاول الاتحادي الأصل إثناءك عن الترشح؟ - طلبوا مني الانسحاب ورفضت. ٭ وهل كان مطلبهم داخل شنطة؟ - ضحك - أكيد تعني مساومة ومغريات رفضت ولم أنتظر رؤيتهم لما بعد الانسحاب. ٭ وكيف هي أوضاع الدائرة؟ - أهل المنطقة يعيشون وضعاً صعباً، فأهلنا في الريف الشمالي مناطق «الوش العتيب، الشريف حسب الله، شقراب» ومناطق كركورة كذلك حالها يغني عن سؤالها رغم أنها منطقة زراعية ورعوية، وقد لا تصدق أن المناطق الأولى تبعد عن الشارع الرئيسي «للخرطوم - بورتسودان» بنحو خمسة كيلومترات فقط. ٭ وكيف ستبدأ في الإسهام في حل قضايا دائرتك؟ - سنعقد مؤتمراً في المحلية، وأتركهم يحددوا قضاياهم وسأقوم بنقلها للمركز و«ما بربع يدي وأعاين لسقف المجلس الوطني أو للوزراء تحت قبته»، وسأعرض هموم الأهل بالبرلمان وبالصحف التي نوقن من مصداقيتها. ٭ هل نتوقع منكم كمستقلين تشكيل كتلة داخل البرلمان؟ - سأسعى لأجل تأسيس كتلة لنشكل من خلالها معارضة حقيقية لأنه بإمكاننا أن نغير الكثير ونحدث حراكاً حقيقياً في برلمان ظل يبصم على كل شيء، فنحن نريد برلماناً حقيقياً يقرر ولا يمرر، ليس كمثل البرلمان المنتهية ولايته، كما أننا سنعوّل على أصحاب الضمير الحي داخل الأحزاب، وسنعمل بإذن الله على مراقبة الحكومة لأجل سن تشريعات يستفيد منها الوطن والمواطن. ٭ هل تلقيت تهنئة من منافسيك؟ - بعد دقائق من إعلان النتيجة تلقيت تهنئة من المؤتمر الوطني بالقضارف، بل إن قيادات منه زارتني بالمنزل. ٭ من زارك؟ - لا داعي لذكر أسماء، وأعتقد أن الأمر طبيعي طالما نحن أولاد بلد واحد وعلاقتي ممتازة بهم. ٭ لكنك أيام حملتك كنت تشكو من معتمد الفشقة أبو بكردج؟ - هذا صحيح وسخر مني وحتى أنه أقسم بتنفيذ أمر حال فوزي - ومن المستحيل أن أورده عبر صحيفتكم، «من المحرر: أبلغني إياه». ٭ ما رأيك في العملية الانتخابية؟ - للأسف كما أسلفت الإقبال كان ضعيفاً بالدائرة، والمفوضية تعاملت بنزاهة وأدوا قسماً أعتقد أنهم أبروا به، وبصراحة كنا نخشى التزوير. ٭ هل تبددت خشيتك لأنك فزت؟ - فوزي تأكيد على نزاهة العملية الانتخابية، ولكن الناس كانت معي ومع برنامجي، كما أننا حرسنا الصناديق وسهر عليها حتى الصباح مجموعة شباب أتقدم لهم بالشكر والتقدير ولكل أهل الدائرة وأقول لهم لن أخذلكم.