تساءلت من قبل هل الشروق قناة تدار ب (المجاملات)، ووقع اختياري على الوصف بالمجاملات، لأنه أخف وأرق تعبيراً، وبالطبع الوصف ليس من بنات أفكاري ولا حسب (مزاجي)، ولم يأت هذا التساؤل نتيجة لحظة ولكنه جاء من تراكمات لأحداث سابقة، وإبداء لحسن النية لن أعود بكم إلى حادثة استقالة مذيعة معروفة وما صاحبها من تصريحات صحافية وسيناريوهات مختلفة للعودة، ولكن دعوني أحكي لكم حكاية القرار الذي صدر قبل عدة سنوات بعدم التجديد لمذيع معروف، والذي تم الإتصال به هاتفياً أثناء تصويره لحلقة من برنامجه بفندق كورنثيا بالخرطوم، طالبين منه الحضور الفوري لمكاتب القناة ليتم تسليمه خطاب إنهاء تعاقده، ولم تراعِ إدارة القناة أن مذيعها هذا كان عريساً وقتها، وأنها بدلاً من العمل على توسيع دائرة فرحته، حكمت على الفرحة بقرار إعدامها، هذه ليست الحكاية، وإنما كانت المهزلة في الإتصال بذات المذيع- (المفصول)- لتقديم برنامج لم يجدوا من يقدمه، ولأنه مذيع ابن بلد وأصيل، لم يتعامل بردود الأفعال، فغالب أحزانه وذهب وقام بتصوير البرنامج وتقديمه على أحسن ما يكون. والسؤال هو: إذا كان هذا المذيع استغنى عن خدماته لأنه لا يصلح للعمل ولا يمتلك أدوات المذيع، فلماذا الاستعانة أو بالأصح الإستنجاد به. هذه واحدة من حكايات سنرويها تباعاً حتى تتذكر إدارة قناة الشروق، وتستفيد من تجاربها، ومرة أخرى نقول إن حديثنا عن القناة هو من باب الحرص على استمراريتها بكل النجاح ومن باب الخوف عليها من مصير قنوات فضائية لفها النسيان وغطاها غبار الزمن، وأرجو ألا يخرج علينا أحد الفلاسفة ويقول إن القناة مؤسسة راسخة ولن تهزها رياح، لأن الشاهد عندنا الكثير من المؤسسات التي ظلت راسخة لسنوات طويلة ولكنها (في رمشة عين) أصبحت مجرد ذكرى، وهذا ما لا نريده لقناة الشعب، التي نريد لها أن تكون واجهة جميلة للإطلالة السودانية على العالم، ونعلم كما نعلم أن هذا لن يتأتى إلا بالإدارة الرشيدة التي تتعلم من أخطائها. حاجة أخيرة : لا أرى في ما أكتبه حرب أو حملة على قناة الشروق، كما حاول البعض أن يصورها، وإنما ملاحظات وإبداء رأي ليس إلا، وللذين يحاولون أن يخلقوا من (الحبة قبة) أقول إن لا وقت لدينا للرد عليهم، أما الذين يحاولون أن ينصبوا أنفسهم علاقة عامة باسم قناة الشروق، ليخلقوا لأنفسهم بطولات وهمية فأقول لهم : «أنتظروني».