(أغاني وأغاني) هو برنامج المشاهدين الأول والأكثر صيتاً من بين كل البرامج التي تعرضها فضائياتنا في رمضان، وهو واحد من برامج نادرة جداً رسخت في أذهان المشاهدين، وسيظل كذلك لسنوات طويلة، والشاهد لي ذلك إستمراريته طوال عشر سنوات- هي عمره الى الآن- بذات الألق والتوهج، قدم خلالها للفن السوداني باسلوب رشيق في قالب بديع، كما أعاد البرنامج أكتشاف الكثير من النجوم، ومواهب الواعدين، ومن قبلهم الإكتشاف الحقيقي لكشكول الإبداع الأستاذ السر قدور الذي وجد نفسه فيه، وفي وسط أبنائه وبناته من المطربين والمطربات، والسر قدور كما قالوا عنه كان ينطبق عليه المثل القائل صاحب (سبع صنائع والبخت ضائع)، قبل أن يجد هذا البخت في (أغاني وأغاني)، فهو كما نعلم كاتب مسرحي وشاعر وممثل وفنان وصحفي عمل في مجالات الصحافة المختلفة، وإذا كانت الأجيال القديمة تعرف السر قدور من خلال بصماته القوية في الشعر والفن الغنائي والمسرحي، فإن الأجيال الجديدة لم تكن تعرفه إلا من خلال البرنامج الذي قدم عبره وما زال يقدم عصارة خبرته وإبداعه لمن يشاركونه الظهور وكذلك المشاهدين. أسوق هذه المقدمة لأقول إن برنامجاً مثل (أغاني وأغاني) يجب أن توليه إدارة قناة (النيل الأزرق) كل اهتمامها وأن تتعامل معه بكل الحزم والجدية، لأن أي مجاملات تعني التأثير عليه وعلى استمراريته، وأعني من قولي هذا ألا تمر المشادة الكلامية الساخنة التي حدثت أول أمس بين الفنان طه سليمان والموسيقار إسماعيل عبد الجبار مرور الكرام، ونحن هنا لا نمثل جهة التحقيق لنحدد من الذي أخطأ في حق الآخر، ولكن نمثل جمهور البرنامج ونطالب بحسم هذه الفوضى، حتى وإن دعا الإستغناء عن طه أو اسماعيل أو الإثنين معاً، ولهذا الموضوع سنعود بشيء من التفصيل، لأن ما حدث لا يليق بالفنان الذي يفترض فيه أن يكون قدوة للآخرين، ناهيكم أن يحدث هذا أثناء بروفة ووسط أساتذة كبار، كان من المفترض احترامهم وتقديرهم. حاجة قبل الآخر: تابعت أكثر من مرة برنامج (أنغام في أسبوع) الذي يعده ويقدمه المذيع محمد ابراهيم ومونتاج وإخرج المبدع متوكل كمال بقناة أنغام الفضائية، وهو برنامج يقدم في السادسة مساء كل جمعة، ويعاد في ذات الوقت من يوم السبت، وعبره يستطيع المشاهد أن يتابع زبدة ما فاته من برامج الأسبوع، وحقيقة (أنغام في اسبوع) يستحق المتابعة، لأن فيه أيضاً فنون من التقديم التلفزيوني ودروساً مجانية في كيفية الاختيار. خلاصة الشوف: بمناسبة قناة أنغام، نلاحظ التكرار الممل للكثير من البرامج وهو نهج جديد لم نشاهده في القناة من قبل، وما يحدث يكشف عن سبات عميق تغط فيه إدارة البرامج بالقناة، وتحتاج لمن يوقظها منه لأن (النوم بجيب اللوم) ونعود للموضوع.