٭ إن الله تعالى خلق في الأرض من كل زوجين اثنين دلالة للألباء من جميع ما يحتاج العباد إليه في شتائهم وصيفهم، ولكل ما يحتاجون إليه ويملكونه من حيوان بهيم، وبدأ خلق الانسان من طين وشرفه بالعلم والتعلم وأسجد له ملائكته وخلق منه زوجه حواء أم البشر، فآنس بها وحدته وأسكنها جنته وأسبغ عليهما نعمته، ثم أهبطهما إلى الأرض لما سبق من ذلك من حكمة الحكيم، وبث منهما رجالا ونساء فأصبحوا ملوكاً ورعاة وفقراء وأغنياء وأحراراً وعبيداً وحرائر وإماء. ٭ وبذلك كرم الله المرأة والرجل على حد سواء ولكن للأسف صارت العلاقات الزوجية بين بعض الأشخاص مدعاة للإهانة والذل والسب والشتم من النوعين، فهناك رجل يتعامل مع زوجته بمبدأ القوامة السالبة باعتبارها أداة لتوفير الطعام وغسل الملابس وتربية الأطفال وإداراة شئون المنزل وشئونه الشخصية والخاصة ولا وجود للشكوى أو الاعتراض لأنها خلقت لهذا الدور فقط بجانب الإنجاب من وجهة نظره، ولو رفعت صوتها بشكوى «بيت أبوها يلزمه» وقد يصل الأمر للضرب والشتم ٭ وبالمقابل هناك زوجات يتعاملن مع أزواجهن بطريقة فرض الهيمنة وبسط السطوة وتكميم الأفواه مثله مثل الحمار يحمل أسفاراً، ودوره يكمن فقط في جلب النقود وبأي طريقة، مع عدم قبول أي أعذار، فليس لديه مناص من توفير كل التزامات المنزل من أكل وشرب وكسوة .... وإن لم يفعل «فعليه أن يلبس الطرحة» في نظر زوجته، فالتعامل بهذه العقلية السطحيه بين كثير من الأزواج خلق مناخاً من التزمت الدائم وعدم الرضا، وصارت لغتهم قائمة على المصلحة المشتركة وتبادل المنافع فقط، وبذلك نجد أننا فقدنا المعنى الحقيقي للحياة الزوجية، وصارت كثير من البيوت كالقبور في وحشتها ٭ فالعلاقة الزوجية علاقة مقدسة يجب أن نحترمها ونوفيها حقها كاملا غير منقوص، فهي العلاقه التي أنزل الله بها سلطانه، وفي قلب كل رجل وإمرأة نواة صغيرة تدل على وجود طفولة مطلقه داخلهم وبقليل من الاهتمام بهذه النواه تتغير كثير من المفاهيم المدحضة بين الأزواج لخلق لغة تفاهم انسانية راقيه لتكوين نسيج اجتماعي قويم يظهر مردوده سريعاً في سلوك أبنائنا ليحملوا ذات الدسر في المستقبل، وتحل المودة محل الجفاء والرحمة محل القسوة.