٭ رمادي: كل الولاة الجدد الذين خاطبوا جماهير الولايات بعد تسلمهم مهامهم أكدوا على الشفافية والحفاظ على المال العام وضرورة الرقابة .. أكثرهم وضوحاً كان الدكتور عبد الحميد كاشا والي النيل الأبيض الذي خاطب مباشرة رئيس المجلس التشريعي للولاية إسماعيل نواي وهو قيادي أشهد له بالقدرة والنزاهة في إدراة المجلس التشريعي لولاية النيل الأبيض، خاطبه كاشا طالباً منه أن يقوم المجلس التشريعي بدوره في الرقابة بكل قوة، وأن يستخدم كل سلطاته في محاسبة الجهاز التنفيذي. ٭ لقد حسم كاشا الأمر وكأنه يخاطب كل المجالس التشريعية في الولايات لأنها في السنوات الماضية أصبحت لا دور لها، وهي لجنة مساعدة للوالي حتى في تجاوزاته، لقد جيّر بعض الولاة السابقين بعض المجالس الولائية لصالحهم تسبح بحمدهم وتزين أخطاءهم وتبررها ... الحكم الاقليمي أحد المكاسب الهامة لاتفاقيات السلام، والسطات التي منحت للولايات لتحكم نفسها عبر مؤسسات دستورية أهمها مجلس تشريعي الولاية المناط به الرقابة على الجهاز التنفيذي وكبح جماحه حتى لا يفسد ولا يستغل نفوذه ٭ الفترة الوحيدة التي كانت بهذه المواصفات هي دورة 5020 - 0102 بعد اتفاقية نيفاشا لتنوع التمثيل بين المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى بما فيها الحركة الشعبية، كان الأداء ممتازاً والرقابة حقيقية ... الآن الفرصة أمام هذه المجالس أيضاً لتنوع التمثيل فيها، ولعل تعيين الولاة بدلاً من انتخابهم يرفع الحرج أمام أعضاء المجالس لرقابة حقيقية تساهم في استقرار الحكم وشفافيته ... ٭ أخيراً أقول لكاشا لقد تعهدت بالتزامات قوية أهم مافيها النزاهة وإعطاء المؤسسات الرقابية الحرية لتؤدي دورها كاملا ً .... ستجد كل جماهير الولاية معك وكذلك ولاة الولايات الأخرى إذا تم الإلتزام بهذه الوعود.